سكان في دمشق يحسمون أمر تدفئة الشتاء

دمشق- نورث برس

على تطبيق الحاسبة في هاتفها المحمول؛ تحسبُ ندى؛ تكاليف شراء مازوت التدفئة من السوق السوداء للشتاء القادم.

تقول بتهكُّم بعد أن أغلقت التطبيق، “أحتاج لأكثر من مليون ليرة سورية؛ هذا المبلغ ليس في جيبي لا في الصيف ولا في الشتاء”.

ويُخيّم القلق على سكان دمشق، عند سؤالهم كيف سيشعرون بالدفء في شتاء هذا العام, وخاصة أنهم على دراية أن سيناريو الشتاء الماضي سيتكرّر.

تُضيف، ندى المرجان، من سكان منطقة صحنايا بدمشق، “كما كل عام؛ سننتظر رسالة المازوت، ونُعبئ ما يتيسّر لنا من مازوت، ولن نستخدمه إلا في ليالي الشتاء الباردة كنوع من التقنين”.

أما بقية الأيام، كما كل شتاء، منذ بداية الحرب، سيلجأ أفراد عائلتها إلى النوم مُبكِّراً واللجوء للبطانيات بقصد الدفء.

والعام الماضي، مرّ الشتاء قاسياً على السكان في المناطق الحكومية؛ بسبب قلة مخصّصاتهم من مازوت التدفئة، وتأخُّر توزيعها.

وتفاقم الوضع أكثر؛ لدى العائلات التي لم تحصل على مخصّصاتها نهائياً، في ظلّ التقنين الطويل في الكهرباء.

حينها لجأ ميسورو الحال؛ لشراء المازوت من السوق السوداء، بينما استخدم ذوو الدّخل المحدود؛ وسائل تدفئة بدائية؛ مثل: مدفأة الحطب، وموقد الكحول، والفحم الحجري.

والاثنين الماضي، أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية، في الحكومة السورية، عن بدء التّسجيل على مازوت التدفئة؛ لفصل الشتاء المُقبل؛ اعتباراً من الرابع عشر من هذا الشهر.

وقالت الوزارة، في بيان، إن الدفعة الأولى ستكون 50 ليتراً، وأولوية التّنفيذ بعد التّسجيل؛ ستكون تِبعاً لأقدم عملية شراء سابقة، دون أن تُعلن عن كمية الدفعات المُخصّصة لموسم الشتاء المُقبل.

وفي منطقة الزاهرة بدمشق، يقول؛ جمال العلي، (40 عاماً)، اسم مستعار لموظف حكومي، إنه سواءً إن وصلته رسالة تعبئة المازوت وهو “احتمال ضعيف”، أو لم تصله، فليس بمقدوره الشراء.

ولا يكفي راتب الموظف؛ لتأمين احتياجات عائلته الأساسية، “فكيف لي شراء المازوت؟”.

وستعتمد عائلة “العلي”، على البطّانيات، وتشغيل مدافئ الكهرباء؛ أثناء توفُّر الكهرباء النظامية.

وفي شباط/ فبراير، 2021، أعلنت وزارة الداخلية وحماية المستهلك؛ عن تخفيض مخصّصات السكان من مازوت التدفئة؛ بمقدار النصف لتصبح 100 ليتر بدلاً من 200 ليتر، توزّع على دفعتين، كل دفعة 50 ليتراً.

والعام الماضي، لم تصِل؛ هشام المقري، من سكان منطقة جديدة عرطوز بدمشق، رسالة التعبئة؛ إلا بعد انقضاء منتصف الشتاء، وبداية اعتدال الطقس؛ لذلك لم يقُم بشراء المازوت المدعوم.

ويقول “المقري”، إن المنخفضات القاسية وأيام البرد مرّت على عائلته؛ وهي تتدفأ بالبطانيات، أو شراء ما يقدرُ عليه من الحطب وإيقاده بمدفأة المازوت.

وكان سعر طن الحطب حينها، يتراوح بين 450 إلى 500 ألف ليرة سورية، وقد وصل السعر إلى ما يقارب المليون ليرة في بعض المناطق وذلك بحسب نوع الحطب وجودته واشتداد البرد.

والشتاء الماضي، شهدت معظم المناطق السورية؛ تساقطاً للثلوج، وانخفاضاً بدرجات الحرارة في بعض المناطق إلى 4 درجات مئوية تحت الصفر.

ويُشير “المقري”، إلى أن العائلة تحتاج حسب عدد أفرادها واستهلاكها؛ إلى ما بين 3 إلى 5 طن من الحطب، “تكلفة شراؤه باهظة للعائلات السورية”، متوقّعاً أن يرتفع سعر الحطب؛ لضعفي ما كان عليه العام الماضي.

إعداد: مرام المحمد – تحرير: سوزدار محمد