مزارعو الأراضي الحدودية في الدرباسية مُهدّدون

الدرباسية ـ نورث برس

يُثير الرصاص التركي الطائش، وأحياناً الموجّه، مخاوف حميد حسين أوسكان، (65 عاماً)، من سكان قرية بيركنيس، في الدرباسية، شمالي الحسكة، حيث تقع أرضه الزراعية بالقرب من الحدود التركية.

وتبلغ مساحة الأرض الزراعية التي يملكها “أوسكان”، 150 دونماً، ثُلثها يقع على الحدود مع تركيا.

وأكثر ما يُثير مخاوف المزارع، هو وقت حراثة أرضه، وبَذرِها، وسقيها، ورشِّها بالأدوية، والأسمدة، إضافةً لوقت الحصاد، حيث يكون في مواجهة مباشرة مع الجنود الأتراك.

يقول “أوسكان”، لنورث برس: “نعيش أكثر حالات القلق أثناء نضوج الزرع في الصيف، وقبل بدء الحصاد، وذلك تخوُّفاً من احتراقه نتيجةَ استهدافٍ تركي”.

وقبل عامين، اندلعت حرائق داخل الأراضي التركية، وامتدّت إلى قريتي عرادة، وخربة حجي إبراهيم، الحدوديتين؛ في الدرباسية.

وطالت الحرائق أيضاً، قريتي بيركنيس، وشيريك، ليتمكّن السكان حينها من السيطرة عليها وإخمادها، “وهذا يحصل سنوياً؛ تطالنا حرائق بعد حصاد الموسم، يفنى من ورائها ما بقي من القشّ”، بحسب “أوسكان”.

ويحاول المزارعون؛ عدم التأخُّر في عملهم بأرضهم حتى وقت المغرب، “يقوم عناصر الجيش التركي على الحدود، بإطلاق النار فوقنا، يطالبوننا بالمغادرة، ومن يتأخَّر يُطلقون عليه النار مباشرة”.

ويقول “أوسكان”: “حتى الآن لم تُسجّل حالات قتلٍ لمزارعين جرّاء إطلاق النار العشوائي اليومي”.

وتتصاعد مخاوف سكان ومزارعي تلك المناطق، خاصة عند التصعيد الإعلامي من الجانب التركي؛ بتهديد مناطق الإدارة الذاتية، في شمال وشرق سوريا.

وخلال الفترة الماضية، تعاقبت التصريحات التركية، بتهديد مناطقٍ في شمال وشمال شرقي سوريا؛ بعملية عسكرية، اقتصرت بسبب الرّفض الدولي، على استهدافات بطائرات مُسيّرة وقصف مدفعي.

وتبلغ مساحة القُرى والأراضي الزراعية، الواقعة بالقرب من الحدود مع تركيا، وتتبع إدارياً للدرباسية، 17.5 كيلو متر مربع.

واستأجر، عدنان محمد جان الدرويش، (55 عاماً)، من سكان قرية السلام عليك، أرضاً زراعية، في قرية ظهر العرب؛ بالقرب من الحدود التركية، تبلغ مساحتها 300 دونم، ومن ضِمنها بئر زراعي.

واقتصرت زراعة “الدرويش”، على المحاصيل الشتوية، إلا أن مخاوفه أثناء الزراعة، وجني المحصول؛ لا تقلّ عن سابقه؛ بسبب إطلاق النار المباشر والعشوائي، “وبدون أيّ سبب”، من قِبل عناصر الحدود الأتراك.

يقول لنورث برس: “من بداية الزراعة وحتى الحصاد، نعيش حالة لا استقرار؛ نتيجة عدم الوثوق بالعسكر التركي الذي لا يُؤتَمن جانبه بالمُطلق”.

ويُضيف: “هؤلاء الجنود لا يعرفون أيّ عهود ومعاهدات ومواثيق أممية؛ تُراعي وتحترم المدنيين في المناطق الساخنة؛ كما هم يسمُّونها”.

حسين حجي حمدان، من قرية عرادة، في ريف الدرباسية، الواقعة على الحدود مع تركيا، واجه معاناة سابقيه أيضاً.

يقول؛ في استغراب: “على أساس هذه منطقة وقف إطلاق النار؛ بموجب اتفاقيات الروس مع الأتراك، عام 2019، وعلى إثرها تمّ إدخال عدد من عناصر الجيش السوري، وتوزيعهم على المخافر الحدودية، من خط زركان غرباً، وباتجاه الشرق، حتى بعد القامشلي شرقاً”.

إلا أنه استدرك بالقول: “لكن الأتراك لا يأبهون لكل هذه المظاهر والأعلام السورية، التي رُفعت فوق هذه المخافر”.

ويُضيف: “يقصفون المناطق الحدودية متى يشاؤون، ويتوقفون عن ذلك عندما يريدون؛ في الحقيقة كل المنطقة غير مستقرّة؛ نتيجة هذه الأوضاع”.

إعداد: صلاح أوسكان ـ تحرير: قيس العبدالله