أصحاب الدخل المحدود يعانون من مواجهة التكاليف الباهظة مع قُرب العام الدراسي الجديد

حلب – زين العابدين حسين – NPA
مع قُرب افتتاح المدارس وبدء عام دراسي جديد، وجد الأهالي أنفسهم أمام أعباء مالية إضافية، من تأمين مستلزمات أبنائهم في التعليم، مع ارتفاع أجور مراكز الحضانة والروضات، حيث يسعى الأهالي رغم ذلك إلى تقديم الأفضل لأطفالهم وتحمّل تكاليفها الباهظة.
إذ تأتي مرحلة ما قبل التعليم الإلزامي للطفل كمرحلة تمهيدية في تهيئته لكسب المعارف والخبرات وبناء شخصيته، والتي تتوزع بمراكز الحضانة والروضات غير الحكومية وغير الإلزامية على الأهل.
أجور وهموم
ففي مدينة حلب استصعب المواطن عبدالرؤوف علي، وهو سائق تكسي، تسجيل ابنته في حضانة بحي السريان الجديدة.
ويقول لـ "نورث برس" إنه "طُلب مني مبلغ /340/ ألف ليرة سورية كرسم تسجيل سنوي لابنتي في الحضانة الثالثة، وأنا لا أستطيع دفع هذا المبلغ الكبير."
وتابع متسائلاً "إن كنت أنا سائق تكسي لا أستطيع تدريس طفلتي، فكيف سيستطيع الموظف الذي لا يتعدى سقف راتبه أربعين ألف ليرة سورية؟!".
أما أحمد المحمد، وهو أستاذ مدرسة، أفاد لـ "نورث برس" بأنه قام بتسجيل ابنه بروضة في حي السريان الجديدة، لقاء مبلغ /190/ ألف ليرة سورية سنوياً.
وقال لـ"نورث برس" إن هذه الروضة تعتبر أرخص نوعاً ما مقارنة بالمدارس الأخرى، "وذلك لاقتصار التعليم فيها على مواد أساسية معينة دون تدريس في كافة المواد الأخرى وتعليمهم الموسيقى والرياضة وإلى ما ذلك".
وأضاف أحمد بأن الراتب الذي يتقاضاه "بات لا يكفي لتأمين قوت عيشه، حيث يضطر للقيام بعمل إضافي آخر لتأمين متطلبات أسرته".
ونوه إلى أن أرباب الأسر جميعاً مثله، ألغوا الكماليات بشكل نهائي من حياتهم، وقاموا بالاقتصاد في المصاريف الأساسية "حتى يستطيعوا الاستمرار في العيش وعدم الموت جوعاً" بحسب تعبيره.
معارض للمستلزمات
وفي سبيل رفع جزء من هذه الأعباء المترتبة على تأمين مستلزمات التعليم، قامت المؤسسة العامة للتجارة، بافتتاح معارض خاصة بالمستلزمات المدرسية من قرطاسية وزي مدرسي وحقائب في جميع المحافظات السورية، بدءاً من منتصف الشهر الجاري وسيستمر لمدة شهر.
وأشار معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك جمال شعيب لوكالة الأنباء الحكومية السورية "سانا"، إلى أن الهدف من هذه المعارض "توفير القرطاسية بأنواعها المختلفة بأسعار مناسبة ونوعيات جيدة."
مواد بقيمة مليارين
مدير مؤسسة (السورية للتجارة) أحمد نجم، كان أوضح أن تكلفة اللباس المدرسي للأسرة الواحدة، التي لديها ثلاثة طلاب، تبلغ حوالي /30/ ألف ليرة سورية وسطياً، بينما متوسط راتب المواطن السوري /35/ ألف ليرة سورية فقط.
وقدَّرت قيمة تدخل المؤسسة في القرطاسية والمستلزمات الأخرى بحدود ملياري ليرة موزعة على فروع المؤسسة في المحافظات، سواء من خلال المعارض التي تُقام فيها، أو من خلال مراكز البيع المباشر.
ورغم محاولات الحكومة السورية التخفيف من التكاليف الكبيرة من خلال إقامة المعارض الدورية، إلا أنها تبقى مرتفعة بالنسبة للمواطن، فارتفاع أسعار اللوازم المدرسية وصلت نسبتها إلى ما بين 35-40 % مقارنة بالعام الماضي.
وتقف النسبة الأكبر من المواطنين محتارة أمام الموسم الدراسي الذي جاء بعد عدة مناسبات متتالية استنزفت ما تبقى في جيوبهم من مدخرات، لا سيما بعد تدهور العملة السورية والارتفاع الجنوني للعملة الأجنبية (الدولار)، والذي تخطى /600/ ليرة سورية، إضافة لثبات رواتب الموظفين وأجور العمال الذي بات لا يكفي إلا لتأمين نصف الحاجات الأساسية لأسرهم.