علاجات الأسنان الباهظة تثقل كاهل السكان باللاذقية مع غياب الرقابة وضعف القوانين الناظمة
اللاذقية – عليسة أحمد – NPA
تحولت زيارة الطبيب، إلى هاجس يؤرق المواطنين، في ظل ظروف معيشية متهالكة، مشكلة – الزيارة – ثقلاً جديداً غير محسوب في ميزان المصاريف، ولعلَّ عيادات الأسنان، هي الأكثر ارتياداً لدى المواطنين.
بين الهاجس والحتمية
هذا الهاجس بدأ يكبر ويتعاظم، مع كل يوم تتقلب فيه الأحوال الاقتصادية، وتتأرجح أسعار العملات، فحتى الطب دخل بورصة الأسعار.
في اللاذقية تعتبر زيارة العيادات السنية ضرورة حتمية، رغم الظروف المادية الصعبة، فيكاد لا يخلو منزل فيها من الإصابات السنية التي تتطلب معالجة فورية عدا عن أسنان الأطفال التي لا تحتمل التأجيل.
كما أن الحاجة الملّحة للعلاج، وضبابية التشريعات الناظمة لعمل أطباء الأسنان، والرقابة الخجولة، جعلت الكثير من الأطباء يتقاضون الأجور على هواهم.
إذ إن التسعيرة في اللاذقية تختلف من عيادة إلى أخرى، والذريعة هي غلاء المواد المستخدمة في العلاج، والرسوم والضرائب المفروضة عليهم.
أسعار مختلفة
الأسعار تختلف أيضاً تبعاً للتقييمات الحديثة، بحسب خبرة الطبيب، وعنوان عيادته، فمهارته وصيته، أصبح يتم تقييمها بمقدار ما يتقاضاه من مبالغ، وأصبح الأجر لمحة مختصرة عن جدارته، وفق ما رصدته "نورث برس" من خلال استطلاع آراء سكان المدينة.
وفي بعض العيادات يتقاضى الطبيب مبلغاً لا يقل عن /300/ ألف ليرة عن حالات تقويم الأسنان، كما أن قلع السن جراحياً، لا يقل عن /5.000/ ليرة، وسحب عصب السن الواحد مع الحشوة تتراوح التسعيرة بين /15.000/ و /2.0000/ ليرة.
أما التعويضات فتختلف حسب المادة المستخدمة في التصنيع، فالسن الواحد من الخزف يبلغ قيمته /20.000/ ليرة سورية.
أيضاً يبلغ ثمن السن الواحد من الزيركون من /60 – 100/ ألف، بينما في عيادات أخرى الأسعار تقل عن ذلك بكثير، مما يشير إلى أن السعر ليس مرتبط فقط بما تقرره مخابر صناعة التعويضات وأسعار المواد.
شكاوى الغلاء
يشتكي أهالي اللاذقية بشكل دائم من غلاء العيادات السنية، الأمر الذي يجعل الكثيرين يهملون أسنانهم، أو يتجهون للعيادات المتواجدة في المشافي العامة المجانية المزدحمة، أو حتى تسليم أنفسهم لمختبرات كلية طب الأسنان، التي يجتهد طلابها للحصول على حالة مريض، لتطبيق ما تعلموه، والذي يعتبر شرطاً للنجاح في القسم العملي من مقرراتهم، وهو الخيار الأكثر حظاً.
يقول سمير حماد وهو مواطن في الستين من العمر – فقد الكثير من أسنانه بفعل التقدم بالعمر – لـ"نورث برس"، إن حاجته لتعويض الأسنان المفقودة من أجل المضغ، وعلاج بقايا بعض الجذور التي تسبب له الألم، تجعل زيارة الطبيب أمراً لا مفر منه رغم كل التأجيل.
ويعتبر حماد أن علاجه في كلية طب الأسنان ولو كان على يد طلاب قليلي الخبرة أنقذه من كارثة مالية، كونه لا يملك المبلغ العالي الذي تطلبه العيادات الخاصة.
كما أن غلاء أجرة العلاج جعلت المواطن يلجأ لحلول، كان يستبقيها لحاجيات أكثر إلحاحاً، فالبعض احتاج لسحب قرض مالي لعلاج أسنانه.
إذ تقول السيدة مريم سلوم لـ"نورث برس" إن لديها العديد من الأسنان المتضررة والتي تتطلب تعويضات، كي لا تخسر أسنانها، لكن غلاء العلاج وعدم إمكانية تقسيط الدفع، جعلها تلجأ لسحب قرض، الأمر الذي كانت تدَّخره لاحتياجاتٍ أكثر ضرورة، لكن أيضا ألم الأسنان ومظهرها أمر لا يمكن تجاوزه أو التغاضي عنه وحاجة مَرضية واجتماعية بآن واحد.
ويتوضح بشكل مُثقل أن أمراض الأسنان وآلامها وعلاجها همٌّ جديد يضاف على قائمة يوميات كل أسرة، ولم يدخر البعض الحجج الجاهزة لتبرير كل غلاء بسعر الصرف وتقلباته.