العقيدة الإسرائيلية: جعل المطارات السورية تدفع ثمن استضافتها لإيران – تحليلات

توضح مزاعم غارتين جويتين إسرائيليتين متتاليتين ؛ على مطار حلب؛ أن سوريا لا تستطيع الدفاع عن مجالها الجوي ضد الضربات.

تضرُّر مطار حلب الدولي في غارة جوية؛  بتاريخ السادس من أيلول، وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية من ImageSat؛ أن المُدرّج يبدو خارج الخدمة.

ويُشير تقرير وكالة الاستخبارات الإسرائيلية، إلى أنه وفقاً لوسائل الإعلام،  فإن: “إيران تستخدم المطار لنقل أسلحة إلى حزب الله، أما تقييم هيئة الاستخبارات،  فجاء كالآتي: “كان الهجوم يهدُف إلى إخراج المُدرّج والمطار من الخدمة”.

تلوم وسائل الإعلام السورية؛  إسرائيل، على الضربات الجوية في سوريا، خلال الشهر الماضي.

يأتي الحادث في المطار؛ بعد غارة جوية أخرى في نفس المنطقة، في الثاني من أيلول، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست، أن المُدرّج في مطار حلب الدولي؛ قد تمّ إصلاحه،  ومن المحتمل أن يعود إلى الخدمة، بعد أيام فقط من استهدافه في غارة جوية إسرائيلية مزعومة، وفقاً لتقدير وكالة المخابرات الإسرائيلية،  وألقت سوريا باللوم على إسرائيل في تلك الغارة الجوية.

كما تضرّر في الغارة, نظام VOR (الملاحة اللاسلكية) جنوب المدرج، والذي يساعد الطائرات على البقاء في مسارها أثناء الهبوط.

بالعودة إلى حزيران (يونيو)، الماضي، عندما تعرّض مطار دمشق الدولي للهجوم ، أشارت قناة الجزيرة، إلى أن: “وسائل الإعلام الحكومية السورية؛ أكّدت أن مطار دمشق الدولي، قد تعرّض لأضرار جسيمة – بما في ذلك المدرجات – في أعقاب هجوم صاروخي إسرائيلي.

وقالت وزارة النقل السورية، في بيان؛ يوم السبت، إن مدارج الطائرات لا تزال معطلة في مطار العاصمة؛ بعد الهجوم الذي وقع يوم الجمعة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وقالت وسائل إعلام رسمية سورية؛ حينها، إن: “رحلات الهبوط والمغادرة توقّفت اليوم حتى إشعار آخر، نتيجة العدوان الإسرائيلي ، حيث ألحق أضراراً جسيمة بمهابط الطائرات؛ في أماكن عدة، وأضواء الملاحة، بالإضافة إلى الأضرار في قاعة المسافرين “.

أشار تقرير صادر عن معهد دراسات الأمن القومي، في جامعة تل أبيب؛ إلى أن، ” تعليق المدير العام لمعهد دراسات الأمن القومي، اللواء (احتياط) تامير هايمان؛ على الهجوم على مطار دمشق الدولي، وهو ما تنسبه مصادر أجنبية إلى إسرائيل؛ على المستوى الاستراتيجي ، فإن الضغط العمليّاتي في سوريا، يهدف إلى وقف توطيد إيران في سوريا، وإثبات للنظام السوري تكلفة استضافة الإيرانيين، أما على المستوى العمليّاتي، فهنالك ثلاثة أهداف: العمل ضد شحنات الأسلحة الاستراتيجية (الصواريخ والطائرات بدون طيار)، منع نقل الأسلحة والمال والتكنولوجيا الدقيقة إلى حزب الله، العمل ضد البنية التحتية للميليشيات الشيعي؛ التي تهدف إلى مهاجمة إسرائيل “.

أفاد تقرير في وسائل الإعلام السورية، بوقوع غارات جوية في دمشق، في نفس مساء الغارة الجوية على مطار حلب، ترسم الأحداث في حلب ودمشق هذا الشهر، وكذلك في شهر حزيران، صورة لتركيز متزايد على المطارات الدولية في سوريا، فيوجد في سوريا عدد من المطارات التي تعمل، بعضها عسكري والبعض الآخر عسكري ومدني في آن واحد.

إن دمشق وحلب؛ محاور جوية مهمة لسوريا، تشمل المطارات الأخرى قاعدة T-4؛ حيث حاولت إيران نقل أنظمة الدفاع الجوي؛ وحيث كانت إيران تستخدم الطائرات بدون طيار ذات مرة، ومطار المزة العسكري في دمشق، وقاعدة حميميم التي تستخدمها روسيا في اللاذقية، وقاعدة الشعيرات الجوية التي استهدفتها الولايات المتحدة؛ 2017.

تمّ استهداف قاعدة T-4 بضربات جوية، في تشرين الأول 2021،  كانون الأول 2020،  شباط 2018،  في أيار 2018، وذكرت التقارير، أن: “البيت الزجاجي” الذي يستخدمه الحرس الثوري الإيراني؛ استُهدف بالقرب من مطار دمشق، وأنه تمّ استهدافه مرة أخرى في تشرين الثاني 2019.

ما الذي يمكن استنتاجه من عدد الضربات الجوية المُبلّغ عنها على المطارات في سوريا؟

لا تستطيع سوريا الدفاع عن مجالها الجوي

يبدو أن هناك تحولاً من استهداف المطارات العسكرية، إلى مطارات دولية أكبر، وقد يكون هذا بسبب استخدام إيران لهذه المطارات كغطاء لنقل الأسلحة إلى سوريا، ومن ثم إلى حزب الله، حيث أن إيران؛  تريد استغلال هذه المطارات التي تخدم الشؤون المدنية والعسكرية، كما يحتاج النظام السوري إلى هذه المطارات؛ لأن النظام يواجه صعوبات اقتصادية ويحاول العودة إلى الحياة الطبيعية بعد سنوات طوال من الحرب الأهلية.

لا يمكن للنظام أن يكون طبيعياً إذا لم يتمكن من تمكين اثنين من مطاراته الرئيسية من العمل، كما توضّح غارتان متتاليتان على مطار حلب، أن سوريا؛ لا تستطيع الدفاع عن مجالها الجوي ضد الضربات،  يبدو أن إسرائيل  توجّه رسالة إلى النظام؛ بالتوقُّف عن السماح لإيران باستخدام هذه المطارات.

 يظهر مستوى الإفلات من العقاب الذي يعمل به المهاجم في سوريا، ومع ذلك، يقوم النظام أيضاً؛ بإصلاح مهابط الطائرات بسرعة، هذا يعني أنه يمكن أيضاً؛ اعتبار الضربات نوعاً من “الضربات الخُلّبية”، مما يعني أن الضربات مستمرة لكن النظام يواصل تصحيح الأمور والمُضي قُدماً.

لا تدفع إيران أيضاً ثمناً باهظاً؛ لأنه يمكنها ببساطة الانتظار، ونقل ذخائرها إلى موقع آخر، والسؤال هو؛ ما إذا كان يتم دفع الثمن من النظام السوري وشركائه في روسيا وإيران؟، وما إذا كان ذلك قد يُشجع إيران على تغيير التكتيكات والاستراتيجيات.