السوق الطويل في حماة.. سوق تاريخي بألف متجر

حماة – سام الأحمد – NPA
يتواجد "السوق الطويل" الذي يعود للعصر المملوكي في مدينة حماة ، ويتضمن مئات المحال التجارية، ويكنى أيضاً بـ"سوق المنصورية"، نسبة إلى بانيه "المنصور محمد".
ويمتد من منتصف شارع الدباغة إلى شارع المرابط، ويرتبط بالذاكرة الشعبية الحموية، ويعد أحد أهم أسواق المدينة وأقدمها.
يضم السوق الملبوسات الفلكلورية والشعبية، والبياضات والمفروشات والأحذية، بالإضافة للأدوات المنزلية، مع انتشار عربات الباعة الجوالين التي تبيع السكاكر وبعض الحلويات البسيطة.
محمد البني وهو صاحب شركة استيراد وتصدير، تحدث لـ"نورث برس" قائلاً: "يضم السوق حوالي ألف محل تجاري، ممتدة من اول السوق لآخره بشكل طولي، لذلك سمي بالطويل، ومغطى بسقف معدني، ليؤمن للزائر الحماية من مطر الشتاء، وحرارة الصيف."
في حين قال عمر شيخ الخيمة وهو صاحب أحد المحال التجارية للألبسة، أن السوق يضم خانات مشيدة تضمن راحة المسافرين، وتحافظ على بضائعهم، بالإضافة لوجود أربعة مساجد، وحمامين، كانا يستمدان المياه من ناعورة المأمورية.
وأضاف شيخ الخيمة، "للسوق أكثر من مدخل يصله بمعظم أحياء مدينة حماه القديمة، حيث يوجد مدخل يصله بجورة حوا، وآخر بحي المرابط، وثالث بتل الدباغة."
في حين قال معين حلبي، أحد أصحاب محلات المنسوجات أن والده يملك محلاً منذ أكثر من خمسين سنة، لتجهيز العرائس من المنسوجات والبياضات، والقطع المصنوعة من نسيج يدوي وآلي، مشيراً إلى أن السوق يعد مقصداً لسكان المدينة والمدن المجاورة في كافة فترات السنة والتجهيزات التي تسبق المناسبات كالخطبة والزواج.
وأشار حلبي أن السوق يحتوي على كافة احتياجاتهم وبأسعار مناسبة بعيدة عن الغلاء، ويشهد ازدحاماً في كافة أيام السنة، "شبيهة بازدحام الأيام التي تسبق الأعياد."
ويتميز السوق بأسعار أرخص من باقي الأسواق من حيث البضاعة، والتي تكون متوسطة السعر، رغم غلاء الأسعار في السنوات الأخيرة، نتيجة لارتفاع لأسعار المواد الخام، وفقاً لحديث عبد الهادي الشاغوري، صاحب أحد متاجر الأحذية لـ"نورث برس"، والذي لفت إلى أن المحلات التي تبيع البضائع الأجنبية، زاد ثمن البضاعة فيها بسبب غلائها من المصدر."
أيضاً تحدث الأستاذ الجامعي أحمد خضور لـ"نورث برس" أنه بسبب عمله في مدينة حماة، فإن زيارة السوق الطويل لا تفوته في أية مناسبة كانت، مؤكداً على أنه "تجري ملاحظة رخص الأسعار وتنوع البضائع، وهو ما يميزه عن باقي الأسواق، كما يشهد السوق فترة ازدحام من التاسعة صباحاً حتى ساعات متأخرة من الليل، ويشهد السوق لأصحاب المحلات بحسن التعامل، والتعامل اللطيف وهذا يشد الزبائن للعودة مرة أخرى."
يشار إلى السوق الطويل التاريخي في مدينة حماة، يشهد أعمال ترميم، وتأهيل منذ حوالي عقد من الزمن، شملت تجديد شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والهاتف مع بناء أرضية حجرية للسوق، كما أن السوق ما زال يشهد نشاطاً وازدحاماً يعكس جو الاستقرار النسبي الذي تعيشه مدينة حماة.