الشدادي- باسم الشويخ- NPA
وسط أزقة مدينة الشدادي وحاراتها، يتجول إبراهيم العكيدي ابن العشرين ربيعاً بكرسيه المتحرك، ذو الإطارات البالية، حاملا بين كفيه المعاقتين بضع علب من السجائر لبيعها على المارة لتأمين قوت اليوم ورغيف الخبز لعائلته التي تعاني الفقر.
"آخذ علب السجائر من المحال التجارية المجاورة لمنزلي وأبيعها لتأمين كيس خبز أطعم به أهل بيتي"، بهذه الكلمات عبر إبراهيم العكيدي عن حالته مع عائلته وسط الفقر الذي أورثه له والده بعد وفاته تاركاً ثقل الحياة ومسؤوليتها على عاتق إبراهيم وكرسيه المتحرك".
يسرد إبراهيم وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة ويعيش في حارة شعبية في مدينة الشدادي، وسط دموع تملئ عينيه, لـ"نورث برس" تفاصيل حياته وأحلامه، فيقول: "ولدت وكانت الإعاقة ترافقني، أكبر أمنياتي أن أتزوج من امرأة تتقاسم معي شقاء الحياة ومرها، وتقوم برعاية أمي الكبيرة التي أفنت عمرها في تربيتي والعناية بي منذ صغري".
والدته العجوز تصف التعب الذي يكابده ابنها رغم إعاقته، فتقول بإنه يستنفذ كل طاقته لتأمين حياة كريمة لعائلته، ويكافح في عمله رغم ما يسببه له من زيادة في ألم إعاقته".
يتساءل إبراهيم العكيدي عن سبب غياب المنظمات الإنسانية، وعدم نظرها بعين الاعتبار لذوي الاحتياجات الخاصة، أو تقديم أي مساعدات لهم كـ"افتتاح دور خاصة لرعايتهم، ودورات تعمل على تعليمهم مهن بسيطة تتناسب مع حجم إعاقتهم لتشكل مصدر رزق لهم بدلاً من سؤال الناس".
حُرم إبراهيم من العيش في الحياة كغيره من الناس، فإلى جانب معاناة الإعاقة, أنهكه الفقر حيث تعاني عائلته ظروف معيشية صعبة، فالفقر يسيطر على حالهم، وتقتصر معيشتهم على المساعدات التي يقدمها أهالي المدينة وما يجنيه إبراهيم من مال يسد به حاجة السؤال.