آلاف الأطنان من المعادن في المنطقة الصناعيّة بالقامشلي بانتظار معامل الصهر
القامشلي – إبراهيم إبراهيمي- NPA
يُشاهد أمام محال الصناعة في المنطقة الصناعيّة بمدينة القامشلي أكوام من الحديد المُكدّس؛ وهي بقايا قطع الآلات المعطّلة, وأكوام من الحديد والمعادن الأخرى في فناء محلات تجارة حديد الخردة, تنتظر الصهر واعادة التدوير.
يشتكي حسين محمد، تاجر حديد الخردة، من ضيق المكان به؛ لأن الإدارة الذاتية أقرت بمنع تصدير حديد الخردة إلى خارج مناطقها.
ويقول التاجر حسين محمد لـ " نورث برس": "نشتري حديد الخردة من أهالي القرى ومن الصناعة, والحديد المكوّم يزعج الناس والسيارات". مضيفاً "نطالب بفتح معمل لصهر الحديد؛ لنستفيد نحن والإدارة, ويبقى البلد نظيفا".
لكن بعضاً من التجّار المصدّرين يشترون قسمًا ضئيلاً من حديد ومعادن محلات الخردة, وأصحاب المحلات لم يؤكدوا إلى أيّ جهة يتم تصديرها, فيقول محمد" لا نعلم هؤلاء إلى أين يأخذون الحديد والمعادن التي يشترونها!".
أسعار المعادن
يشتري تاجر حديد الخردة الكيلوغرام الواحد بمبلغ /8/ل.س من الباعة الجوالين, أما الحديد النظيف فيشترى بمبلغ /10 /ل.س, ويباع للتجّار المصدّرين الكيلو غرام بمبلغ/ 12/ ل.س .
ويتم فرز المعادن أثناء الشراء من الجوالين, فيشتري تاجر الخردة الكيلو غرام الواحد من معدن الألمنيوم بـ/160/ل.س, ويبيعها للتجّار المصدّرين بـ/200/ل.س
كما يشتري التجّار الكيلوغرام الواحد من معدن النحاس من الباعة الجوّالين بمبلغ/ 1,150/ل.س ويبيعونها للتجّار المصدّرين بـ/1,350/ل.س.
مبادرات بدائية
بادر بعض التجّار في السوق الصناعية بالقامشلي، إلى فتح أفران صهر صغيرة وبدائيّة؛ لصهر المعادن الخفيفة كالألمنيوم, فيشتري التاجر علب المشروبات الغازية وغيرها من النفايات التي تحتوي معدن الألمنيوم من الباعة الجوالين، ويتم صهرها في أفران الصهر البدائية, وسكبها في قوالب على شكل سبائك تزن كل واحدة منها ما بين /3-4/ كيلوغرام من الألمنيوم الصافي.
يقول عامل الصهر أحمد فياض الذي يعمل في إحدى الأفران البدائيّة الصغيرة ل "نورث برس" إنهم يصهرون العلب التي تحول الألمنيوم في الفرن "فيُفرز منها شوائب, وألمنيوم نقي".
وتتواجد أفران الصهر بين المحال الصناعيّة، وقريبة من أماكن السكن, ما يتسبب بالتلوث البيئي والضرر للمحيطين بسبب الغازات المنبعثة من صهر تلك المعادن, حسب أقوال أصحاب المحال المجاورة للأفران.
كما إن تُجّار الخردة في السوق الصناعيّة بالقامشلي أكدوا لـ"نورث برس", بأنّ "معامل كبس التنك توقفت في القامشلي بسبب منع التصدير, ما سبب تلفاً للمادة وتلوثا للبيئة" بحسب قولهم.
مشاريع غرفة الصناعة
تخطط غرفة الصناعة في إقليم الجزيرة, ومركزها في مدينة القامشلي, بنقل المنطقة الصناعيّة في القامشلي إلى موقع آخر تم تحديده من قبل الغرفة, ويتم تسجيل اسم التاجر في غرفة الصناعة بحسب السجل الصناعي وتملكه لمحل في المنطقة الصناعيّة بالقامشلي؛ كي يتسنى له مكان في مشروع المنطقة الصناعيّة الجديد، وتم حتى الآن استخراج سجل صناعي لـ /256/ صناعياً.
وحول مصير حديد الخردة المُكدّس في المنطقة الصناعيّة بالقامشلي, تقول نوروز إبراهيم, الرئيسة المشاركة لغرفة الصناعة في مدينة القامشلي, لـ "نورث برس" أنهم يعملون على نقل حديد الخردة إلى المنطقة الصناعيّة الجديدة, وأيضا "نحن بصدد فتح معمل لصهر الحديد".وتعتبر المنطقة الصناعيّة في مدينة القامشلي, أكبر منطقة صناعيّة في الجزيرة, ويرتادها أصحاب الآليات من مدن عدة, ما يشكّل أزمة في السوق الصناعيّة, وزيادة في قطع الحديد المعطّل ومعادن الخردة, ويبقى أمل صرف الحديد الخردة والمعادن المكوّمة لدى التجار بانتظار تنفيذ غرفة الصناعة لمشاريعها, وذلك بنقل المنطقة الصناعيّة إلى موقعها الجديد, وفتح معامل الصهر.