الحسكة- دلسوز يوسف- NPA
تسببت الحرب الدائرة في سوريا، بحرمان الشابة العشرينية سناء محمد، النازحة من مدينة الميادين بريف دير الزور شرقي سوريا، من إتمام دراستها، ما دفعها إلى ارتياد مركز شبابي في مدينة الحسكة، لتتعلم مهنة تسد من خلالها الفراغ الدراسي وتكتسب خبرة تساعدها في المستقبل.
وبهدف دعم الفئة الشابة وتأمين فرص عمل لهم وتعليمهم مهناً مختلفة بشكل أكاديمي، افتتحت هيئة الشباب والرياضة التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية، مراكز تنمية للشباب في مختلف المناطق بشمال وشرقي سوريا.
وتتعلم سناء حالياً مهنة الحلاقة النسائية (الكوافيرة) منذ قرابة الشهرين، وتقول في حديث لـ"نورث برس"، "أنا طالبة أنهيت المرحلة الثانوية من دراستي، ثم نزحنا جراء الحرب التي دارت في منطقتنا، ومنذ شهرين أتعلم الكوافيرة، وأطمح بأن أتقنها لأتمكن من تعلم مهنة تساعدني مستقبلاً".
ويوجد في مقاطعة الحسكة (تقسيم إداري يضم مدينة الحسكة وصولاً لمدينة سري كانيه/ رأس العين على الحدود التركية)، العديد من المراكز التي تنمي مواهب الشباب.
ففي مدينة الحسكة تم افتتاح مركز في حي الناصرة في نيسان/ أبريل 2018، تمكن من تخريج /7/ دورات حتى الآن بمعدل /450/ طالباً وطالبة، ويخضع الطلاب لدورات تدريبية (نظري وعملي)، بينما يحصل المتخرج على شهادة من قبل المركز.
وتستهدف المراكز فئة متفاوتة تتراوح أعمارهم ما بين (15 – 35) عاماً، ويتم تعليمهم مهناً مختلفة (الخياطة النسائية واللغة الإنكليزية والحلاقة النسائية والرجالية والحاسوب ICDL) إضافة إلى الإسعافات الأولية وغيرها من المهن، التي يشرف عليها كوادر تعليمية ذات خبرات وكفاءات عالية.
رواد المركز ليسوا من الفئة الشابة فحسب، فبعد نجاح الكثير من الطلبة في اكتساب خبرات من هذه المراكز، بدأت الكثير من الشخصيات ممن تجاوزت أعمارهم المستوى المطلوب، كما حال الرجل الخمسيني عبدالله أحمد، مدرس اللغة العربية، الذي ورغم تقدمه في العمر إلا أنه فضل الجلوس بين الطلبة ليكتسب خبرة في مجال الإسعافات الأولية.
وعن هدفه من المشاركة في هذه الدورة يقول أحمد في حديثه لـ"نورث برس": اكتساب خبرة في مجال آخر غير اختصاصي، خطوة رائعة في الحياة، رغم التقدم في العمر. مبيناً أن هدفه "ليس التوظيف بعد التخرج، إنما اكتساب خبرة في مجال آخر، ليفيد به محيطه في أحد الأيام".
بدورها تقول براءة وكاع، الرئيسة المشاركة لمركز "الشهيد بيرهات" لتنمية الشباب بالحسكة، إن الأقبال من الشبيبة على مركزهم جيد، مبينة أن الكثير من المتخرجين افتتحوا محلات ولاقوا نجاحاً في مهنهم.
وعن الفئات التي يستهدفها المركز تقول الرئيسة المشاركة "الكثير من الشباب الرواد لمركزنا هم من المنقطعين عن المدارس نتيجة الظروف التي مرت بها البلاد، لذا نهدف من هذه الدورات إلى أن يعتمد الشاب على نفسه، من خلال جعله ذو خبرات بطريقة علمية وأكاديمية، لسد الفراغ الدراسي الذي حرُم منه".
إلى جانب المركز الشبابي هذا، يوجد العديد من المراكز الأخرى التي تنمي مواهب الشباب، وتدعمها المنظمات الدولية، والتي تشهد بدورها إقبالاً من الشباب، لاكتساب خبرات تجعلهم أصحاب كفاءات في المجتمع، بعد أن أبعدتهم الحرب عن مقاعد الدراسة.