إدلب – بشار الفارس – NPA
عائلة عبد العزيز فريج إحدى العائلات النازحة في إدلب, تتكون من زوجة وبنت مصابة بمتلازمة داون.، تعاني من وضع معيشي سيء لا سيما بعد تعرض ربّ الأسرة عبد العزيز لحادث سير أدى إلى إصابته بإعاقة دائمة، لتفقد العائلة بذلك معيلها الوحيد.
ولدت ابنته الوحيدة خلود بعد مرور أكثر /40/ عاماً من زواجه، دون أن يدري هو وزوجته ما يخبئ القدر لهما.
تبلغ الطفلة خلود اثني عشر عاماً لكن ملامحها تبدو أصغر مى عمرها، بسبب إصابتها بمرض متلازمة داون المعروف بـ "المنغولية".
ويحدث هذا المرض نتيجة اضطراب وراثي، يسببه الانقسام غير الطبيعي في الخلايا مما يؤدي إلى زيادة النسخ الكلي أو الجزئي في الكروموسوم 21. وتسبب هذه المادة الوراثية الزائدة تغيرات النمو والملامح الجسدية التي تتسم بها متلازمة داون، وتختلف أعراضه من طفل لأخر.
لكن الطفلة خلود إضافة لذلك، تعاني من ضيق تنفس وثقب بالقلب ونقص تروية إضافة إلى خلع ولادة، وهي تصارع المرض مع والدها المعاق.
فوالدها عبد العزيز، رجل ستيني، تعرَّض لحادث سير بدراجة نارية قبل النزوح أدى إلى شل حركته بسبب اصابته في النخاع الشوكي لتفقد بذلك العائلة معيلها الوحيد.
كانت العائلة قد نزحت من ناحية سنجار بريف إدلب الشرقي تحت القصف الشديد, منذ قرابة ثلاث سنوات, وتنقلوا بين عدة مناطق كان آخرها إلى مخيم الرفعاتية في ريف سلقين.
يقول عبد العزيز لـ "نورث برس" إن العائلة تعيش في خيمة بالمخيم بجانب إحدى القرى "تصارع ويلات المعيشة داخلها من غبار وحر الصيف وغيرها وتفتقد أدنى مستلزمات الحياة" كونه لا يستطيع العمل بسبب إصابته.
كما لا تستطيع الزوجة العمل خارج المنزل، بسبب اهتمامها ورعايتها لزوجها وابنتهما، وكثيراً ما تبقى عاجزة عن تأمين لقمة عيشهم وإعانتهما في تحركاتهما.
تقول زوجة عبد العزيز "لقد بلغت من العمر ما يجعل عملي خارج البيت صعباً، وبالكاد استطيع رعاية زوجي وابنتي، رغم أن وضع ابنتي خلود متدهور وتحتاج لمراجعة الطبيب بشكل مستمر لوجود فتحة في قلبها ومعاناتها من ضيق تنفس".
تضيف الزوجة بحرقة "ليس لدينا أي معيل سوى الجيران، الذين يتصدقون ببعض المواد علينا".
وتأمل العائلة المساعدة من بعض الجهات المعنية لإنقاذ ابنتها المريضة ومعالجتها، داعية أن لا تتعرض لنزوح آخر وسط التطورات العسكرية الأخيرة في مناطق ريف إدلب.