الطبقة – جيندار عبدالقادر – NPA
يبقى النزوح والتشرد والمعاناة القاسم المشترك لملايين من السوريون على مدى السنوات التسع من عمر الازمة في البلاد، يتنقلون من مكان لآخر بحثاً عن المكان الأكثر أماناً.
وكان حال نازحي مخيم الركبان الأكثر سوءاً بين مختلف المخيمات الموجودة في الداخل السوري وتلك الموجودة خارج الحدود السورية، حيث عانوا الامرَّين خلال تواجدهم في مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الاردنية.
معاناة وموت
عبدالله العامري (31 عاماً) من ريف حمص الشرقي يصف الوضع في مخيم الركبان قائلاً: "كان هناك اناس واطفال يموتون من الجوع، ويتسولون, كان الكثيرون بدون معيل".
يُسرد العامري ما حل به, قائلاً "عندما سيطر تنظيم داعش على تدمر, نزحنا نحو مخيم الركبان بقينا هناك نحو /4/ سنوات عشنا وضعاً مأساوياً في الركبان، لم تكن هناك أية مساعدات او اغاثة انسانية، علاوة على غلاء المعيشة." ويضيف "كنا نشتري المواد الغذائية من التُجار، قبل ان يتم قطع الطريق ومنع التُجار من جلب المواد الغذائية وكانت اسعار المواد ترتفع للضعف والضعفين، الكيلو الواحد من البندورة كان يتجاوز /1000/ ليرة سورية (2 دولار) تقريباً، ولتر البنزين /3000/ ليرة (6 دولار) وعلبة السجائر تصل ل /800/ ليرة سورية".
ووصف معاناة السكان بالقول "كان النازحون يمشون نحو /3/ كيلومترات لجلب المياه من الطرف الاردني، ولم تكن تلك المياه نظيفة اطلاقاً".
النزوح من الركبان
قرّر العامري مع عائلته الخروج من المخيم ولفت إلى أنّ الأشخاص غير المطلوبين للتجنيد الاجباري لدى الحكومة السورية عادوا إلى منازلهم، "اما الأخرون فلجأوا لطريق التهريب للوصول إلى مخيم المحمودلي في الطبقة ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية." موضحاً "دفعنا مبالغ تصل لنحو /300/ الف ليرة سورية للمهربين".
وبيّن أنهم يخشون من العودة إلى مناطقهم "نظراً لوجود الكثيرين ممن يكتبون تقارير كيدية ويعملون لصالح الحكومة".
شريعة الغاب
ولفت العامري إلى أن "مخيم الركبان كان عبارة عن غابة لا يوجد فيها أي قانون، القوي يأكل الضعيف، كان هناك حالات قتل وسطو مسلح واناس ماتت من الجوع، لم نكن نحصل على معونات سوى مرة واحدة كل /6/ أشهر او اكثر بعد حصول اتفاقات بالسماح للمنظمات بالدخول".
فايز السدرال /34/ عاماً من ريف حمص, بادية تدمر, قال لــ "نورث برس" إن النساء كن يلدن على السواتر المحيطة بالمخيم، و"إذا لم تصل فرق الطبابة من الجانب الاردني يمتن، الامور الطبية كانت سيئة."
أُنشئ مخيم الركبان العشوائي بهذه المنطقة الحدودية من الجهة السورية للاجئين السوريين على طول /7/ كيلومترات من المنطقة المحرمة المنزوعة السلاح بين البلدين وبعمق /3/ كيلومترات، حيث فرّ الآلاف من السوريين إلى هذه المنطقة بحثاً عن الأمن بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على مساحات شاسعة من شرق سوريا.
بلغ عدد اللاجئين في هذه المنطقة في شهر كانون الثاني/ يناير 2017 حوالي /85,000/ لاجئ سوري، لا يُسمح لهم بدخول الحدود الأردنية إلا للحالات الاضطرارية.
وبعد قيام تنظيم "الدولة الإسلامية" بمهاجمة قوات حرس الحدود الأردنية في عام 2016، تخوفت المنظمات الإغاثية الدولية من الدخول إلى داخل المخيم واكتفت بمعالجة الجرحى والحالات المرضية في مركز طبي يقع بالجانب الأردني التابع لليونيسف.
يُشار إلى أن المنطقة من الجانب السوري تخضع نظرياً لحماية جيش العشائر السوري، الذي تم تدريبه في الأردن لمقاتلة تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأُنشئ مخيم المحمودلي في 24 حزيران/ يونيو من العام الحالي, لاستقبال قاطني مخيم الطويحينية العشوائي الذي كان يفتقر للخدمات وموقعه الجغرافي سيء لقربه من نهر الفرات. ويضم /5,410/ شخصاً موزعين على /1,277/ عائلة, منهم /80/ عائلة من مخيم الركبان.