الطاقة الشمسية بديلُ الكهرباء في شمال شرقي سوريا لم تفِ بالغرض
القامشلي – نورث برس
بعد سنة من تركيبها، استبدل حسن فوزي (38 عاماً)، من قرية هرم رش غربي مدينة القامشلي، ألواح الطاقة الشمسية، بمنظومة أخرى جديدة علها تفي بالغرض، خاصة في ظل الانقطاع التام للطاقة الكهربائية عن القرية التي يسكن فيها.
وعلَّه يستفيد منها، لجأ “حسن” قبل عام لتركيب ألواح طاقة شمسية، في ظل عدم وجود مولدة تزود قريته بالكهرباء، إضافة لغياب شبه كلي للكهرباء النظامية.
وأشار إلى أن اقتناء مولدة منزلية خاصة، أصبح أمراً مرهقاً وشبه مستحيل خاصة في الوضع الحالي حيث مشاكل المحروقات وصعوبة تأمين المازوت أو البنزين.

كل ما سبق جعل “حسن” يبحث عن مصدر آخر لتأمين الكهرباء لمنزله، “فقمت بتركيب أربع ألواح طاقة شمسية، حيث أخبرني الفني أنها تكفي لتأمين أربعة أمبيرات تلبي حاجة المنزل”.
وبلغت تكلفة المنظومة الشمسية لمنزل “حسن” ما يقارب الألف دولار أميركي، ولكن وبعد أربعة أشهر تركيبها “لاحظنا أن أداء هذه الألواح تراجع عن إنتاج الطاقة المطلوبة”.
واستمر تراجع عمل الألواح حتى وصل الأمر لتوقفها بشكل كلي عن العمل وذلك بعد عام فقط على تركيبها.
ورجح “حسن” أن سبب تلف تلك الألواح قد يكون في أنها غير نظامية من حيث العمر الافتراضي لها إضافة لطريقة تركيبها.
ولم يلبث الرجل، أن قام بتغير نظام الطاقة القديم واستبداله بنظام جديد، “أي أربعة ألواح أخرى، مع بطاريات وجهاز تحويل للكهرباء، بلغت تكلفتها ما يقارب 1500 دولار”.
ولكن الفارق المادي بين تبديل المنظومتين عرضه “حسن” لخسارة لم يكن يتوقعها حيث وصل لـ2500 دولار، وذلك خلال عام واحد.
ورغم تكلفتها المرتفعة إلا أن مشاكلها وأعطالها أقل، لذلك وجد سكانٌ في شمال شرقي سوريا، ألواح الطاقة الشمسية كبديل عن كهرباء المولدات (الأمبيرات) والمولدات المنزلية أيضاً، والتي تستمر مشاكلها.
واستغنى هيز رضوان (33 عاماً) من سكان حي ميسلون في القامشلي، عن الكهرباء بشقيها النظامية والأمبيرات، بسبب مشاكلها المتكررة.
ولجأ لتركيب منظومة طاقة شمسية بعدد ألواح بلغ ستة ألواح، تعطي كمية كهرباء بمعدل خمسة أمبيرات للمنزل، وصلت تكلفتها إلى ألفي دولار أميركي.
وأعرب “رضوان”، عن أمله في أن تحل هيئة الطاقة أو مديرية الكهرباء مشكلة التغذية الكهربائية، وأضاف: “أنا ربما بمقدوري وضع هذه الألواح الباهظة ولكن ربما شخص آخر لا يملك إمكانية مادية لوضعها”.
ودخل نظام الطاقة الشمسية إلى شمال شرقي سوريا، منذ ما يقارب الأربع سنوات، وزاد الطلب عليه من قبل السكان في السنتين الأخيرتين وذلك بسبب تغير المناخ.
وأرجع فراس الأحمد، وهو اختصاصي الطاقة الكهربائية المتجددة، في القامشلي، سبب تلف الألواح، والتي تصنع في الصين، للأعطال الهندسية أثناء التركيب بالإضافة لسوء الاستخدام من قبل المستهلك وعدم الاهتمام بنظافتها.
وحمَّل الأحمد هيئة الطاقة التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مسؤولة مراقبة الألواح التي تدخل للمنطقة، “هنالك ألواح كثيرة مستعملة تدخل على أساس أنها جديدة”.
كما دعا لضرورة وجود مختصين يشرفون على هذه الألواح من حيث مطابقتها للشروط العالمية.
وأشار “الأحمد” لنورث برس، إلى أن “العمر الافتراضي لهذه الألواح هو من يوم الصنع وحتى 25 عاماً، وبعدها تنقص كفاءتها إلى 85 %”.