عائلة بركات تروي لـ”نورث برس” تفاصيل تعرضها للقصف في ريف حلب الشمالي

ريف حلب – دجلة خليل – NPA
انتشرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي صورة ذلك الرجل التسعيني، وهو يحمل ابن حفيده البالغ من العمر عاماً واحداً،  وسط غبار منزله، متأثراً مع عائلته بجروح مختلفة، نتيجة قصف منزلهم في ريف عفرين، و الهمت العديد من الرسامين لرسم مشهد المعاناة .
عائلة بركات واحدة من تلك العوائل التي هُجِّرت قسراً  من قريتها، بسبب القصف في الثامن من الشهر الجاري.
محمد بركات، الرجل التسعيني كان يسكن مع زوجة ابنه وعائلة حفيده في بيته بقرية صوغناكة التابعة لناحية شيروا بريف عفرين، والتي تعتبر الخط الفاصل للجبهة بين مناطق سيطرة الجيش التركي والمعارضة السورية المسلحة في قرية كيمار من جهة، وقوات الحكومة السورية في قرية صوغناكة من جهة أخرى.
لم يكن يدرك محمد أن صباح الثامن  من الشهر الجاري سيكون بداية رحلته للاغتراب عن منزله، حيث استهدفت قذيفة مدفعية منزله أسفرت عن إصابة أربعة من أفراد عائلته  بشظاياها.
لجأ محمد إلى قرية عقيبة التي تبعد نحو كيلو متر واحد عن قرية صوغناكة، ليجد نفسه في غرفة صغيرة، بعد رحلة بحث دامت أيام للعثور على ماؤى .
تحدث محمد  لـ "نورث برس" عن تفاصيل ذلك اليوم قائلاً: "تعودنا على سماع صوت القصف من قبل الفصائل بشكل دائم في القرية، لكنني لم أتوقع أنها ستسقط هذه المرة على منزلي، تخبطت الأسرة من حولي في محاولة للخروج إلى مغارة تقع بالقرب من القرية، إلا أننا حُصرنا داخل البيت بسبب كثرة القصف."
وأضاف الرجل التسعيني "سقطت القذيفة في وسط الصالون، لتخترق السقف من فوقنا وتسقط الجدار بجانبنا، وأصيب جميع أفراد عائلتي بشظايا وجراح مختلفة نتيجة  سقوط السقف وانهيار الجدار، لم أدرك ما يحدث من حولي تصاعد الدخان والغبار وسط صراخ النساء ، فلجئنا إلى داخل الحمام لنحتمي فيه".
ويذكر الجد لحظة احتضانه لابن حفيده ميرفان، الذي يبلغ سنة واحدة، ظناً منه أنه قد فارق الحياة "أصيب بشظايا في أعلى رأسه حينما حملته بين ذراعي رأيت حركة أنفاسه وأدركت أنه نائم في حضني ولم يفارق الحياة".
أفرغت القرية من سكانها تخوفاً من تعرضها للقصف مجدداً، الأمر الذي أجبر القرويين للبحث عن مكان سكن آخر.
عائلة بركات واحدة من تلك العوائل التي اضطرت للخروج من قريتها التي كبرت وترعرعت فيها،  لتبقى مشردة لعدة أيام،  إلى أن وجدت غرفة صغيرة تقع في أطراف القرية المجاورة. وعن ذلك يقول الجد "لم أكن أرغب بالخروج من قريتي ولكن أولادي أجبروني على ذلك".