أشجار عفرين.. فأس المعارضة يقطعها وعدسات توثِّقها بالصوت والصورة

عفرين- نورث برس

أثارت تسجيلات مُصوّرة وصور؛ تداولتها مواقع إعلامية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ضجة واسعة، حيث يظهر فيها أشخاص يقطعون أشجار ضمن أحراش حراجية، بريف مدينة عفرين، شمالي حلب.

ونشر فايز الدغيم، وهو صحفي من تل أبيض، تسجيل مصوّر على حسابه في فيس بوك، ويوثّق التسجيل “قطع آلاف الأشجار خلال ساعات”، ضمن الحرش المحيط ببحيرة ميدانكي، بريف عفرين.

وقال “الدغيم”، ضمن التسجيل، إن عملية القطع التي طالت مئات الأشجار حول البحيرة، ليست عمل فردي؛ حيث تمّت بواسطة جرّافات، وأنها ليست المرة الأولى، مشيراً إلى أن الأشجار المتبقية والتي تكاد تظهر على مرأى العين، قد تتعرّض لعملية قطع جديدة.

ونشر ناشطون، صوراً أظهرت ما كانت عليه الأحراش في عفرين، قبل سيطرة فصائل الجيش الوطني الموالي لتركيا، وما آلت إليه اليوم؛ نتيجة عمليات القطع الجائر، لتصبح اليوم أرض قاحلة، شبه خالية من الغطاء النباتي.

عمليات قطع متكررة

وتتكرّر عمليات قطع الأشجار، في مناطق عفرين، بريف حلب الشمالي، من قِبل عناصر فصائل الجيش الوطني، منذ سيطرتها على المنطقة منذ آذار/ مارس، 2018.

وفي الثالث والعشرين، أقدم فصيل نور الدين الزنكي الموالي لتركيا، على اقتلاع 300 شجرة زيتون من جذورها، عند مدخل ناحية جنديرس، بريف عفرين.

وقال مصدر خاص لنورث برس، إن الأشجار تعود ملكيتها لجوان يوسف، وهو نازح من المنطقة، منذ الغزو التركي، عام 2018، ليتم تحطيبها وبيعها في الأسواق المحلية.

وأشار المصدر، إلى أن الهدف من اقتلاع الأشجار، إقامة مساكن لعائلات الفصيل، بعد مصادقة مجلس جنديرس المحلي التابع لتركيا؛ على ملكية الأرض للفصيل.

ومنتصف الشهر نفسه، قطع فصيل السلطان مراد، 375 شجرة زيتون، تعود ملكيتها لإبراهيم أيبش، وجلال عمر، من سكان قرية بيله/ بيلان، التابعة لناحية بلبلة/ بلبل، بريف عفرين.

وقام عناصر الفصيل المذكور آنفاً، بنقل جميع الأشجار المقطوعة، إلى مقرّات الفصيل، في قرية قزلباشه، المجاورة، ومركز الناحية، لتصديرها لاحقاً إلى الأسواق المحلية، ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).

وقبلها بيوم، أقدم عناصر من فصيل النخبة، الموالي لتركيا، على قطع 35 شجرة زيتون، التي تعود ملكيتها لمحمد عيسى، في قرية عين الحجر، التابعة لناحية معبطلي، بريف عفرين، شمال حلب.

تحطيب وبيع

وثّقت منظمة حقوق الإنسان، عفرين – سوريا، في تقريرها السنوي لعام 2021، قطع 23500 ألف شجرة، من قِبل فصائل المعارضة الموالية لتركيا.

وأضاف التقرير، أن آلاف الأشجار الحراجية، والمثمرة؛ أُحرقت من قِبل الفصائل الموالية لتركيا، بهدف إنشاء المستوطنات.

وتتزايد عمليات الاحتطاب وقطع الأشجار، في منطقة عفرين، مع اقتراب فصل الشتاء، رغم تعهُّد فصائل المعارضة، بمنع قطع الأشجار تحت طائلة المحاسبة.

وتقوم فصائل المعارضة، ببيع الحطب في أسواق مدينة عفرين، أو تصديرها لمناطق إدلب؛ الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، مقابل مبالغ مالية ضخمة عائدة لقيادات تلك الفصائل، بحسب تقارير أعدها مراسلو نورث برس، في المنطقة.

إعداد وتحرير: فنصة تمو