“المحطة تبعد عنا 300 متر”.. عائلات في بلدة بدير الزور بلا مياه

دير الزور – نورث برس  

رغم أن منزله لا يبعُد عن محطة المياه سوى  300متر، يقوم أحمد العلي (47 عاماً)، بتعبئة بيدونات (غالونات) بلاستيكية، من المحطة ونقلها إلى منزله، في ظلّ انقطاع المياه عن حارته.

يقول الرجل، وهو من سكان حارة العواصي، في بلدة البصيرة، شرقي دير الزور، إن مياه الشرب لا تصلهم منذ أكثر من خمس سنوات.

ويضيف بينما كان يقف بجانب المحطة، “لا أحد يُصدّق أننا بجانب المحطة وليس لدينا مياه”.

ويعود السبب؛ إلى التجاوزات التي حصلت على خط الكهرباء الموصول إلى المحطة وتحطيم خطوط المياه، ما أدى لعدم ضخّ المياه ووصولها إلى المنازل.

وتضم حارة العواصي،75  منزلاً، يشتري سكانها المياه عبر الصهاريج الجوالة، وأغلب الأحيان لا تدخل الصهاريج إلى حارتهم، بسبب رداءة الشارع، ما يضطّرهم إلى تعبئة المياه من المحطة، بواسطة بيدونات (غالونات)، ونقلها إلى منازلهم.

ويطالب “العلي”، كما سكان حارته، مديرية المياه في البصيرة، بحل المشكلة التي تتفاقم أكثر خلال فصل الصيف، حيث تزداد كمية المياه المستهلكة، إضافة لصعوبة نقلها من المحطة، لكن “مطالبنا لم تجد آذان صاغية حتى الآن”.

وحاولت نورث برس، التواصل مع المديرية؛ إلا أن الإداريين فيها رفضوا التعليق على الموضوع، دون توضيح الأسباب.

ويتواجد في البصيرة، ثلاث محطات لمياه الشرب، وواحدة في بلدة الشحيل، المحاذية من الجهة الشرقية للبصيرة، بريف دير الزور الشرقي.

وتتوزّع المحطات بين مدينة دير الزور وريفها، بواقع تسع محطات في المدينة؛ واحدة منها رئيسية، و38 محطة في الريف الشرقي اثنان منها رئيسية، إلى جانب سبع محطات في الريف الشمالي، وستة في الريف الغربي.

ويبلغ عدد سكان مدينة البصيرة قرابة 25 ألف نسمة، وتُقسّم إلى سبع حارات.

الحارات السبع، هي الفوقانية والوسط، وحارة الدرج، وشارع العشرين، وختيلة، وحارة الكسار الجواني، والعواصي، ولا تصل المياه للعواصي فقط، بحسب سكان المدينة.

وتعرّضت البنية التحتية للدمار بشكل شبه كلّي في قرى وبلدات ريف دير الزور؛ أثناء طرد تنظيم الدولة الإسلامية(داعش)، من المنطقة خلال العامين 2018 و2019.

ويقوم إبراهيم السرور، (58 عاماً)، من سكان حارة العواصي، بنقل المياه من المحطة بواسطة عربة يدوية، في عملية تُعتبر شاقة له.

ويُعبِّر الرجل، عن استيائه من استمرار نقل المياه على مدار العام وسط عجزه عن شرائها من الصهاريج لغلاء سعرها.

ويصلُ سعر شراء كل خمسة براميل لعشرة آلاف ليرة، وتحتاج كل عائلة على أقل تقدير لهذه الكمية كل يومين.

ويُضيف “السرور”، الذي يبعد منزله عن المحطة ما يقارب الـ 300 متر، “قدمنا عدة شكاوي ولكن لا حياة لمن تنادي”.

إعداد: مؤيد إبراهيم – تحرير: ملا الحميد