إعلام حكومي: سوريا لا تثق بأردوغان الذي يسعى لتحقيق المكاسب دون تقديم التنازلات

القامشلي – نورث برس

قالت مصادر لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية, الأربعاء، إن سوريا لا تثق بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي يسعى دائماً إلى تحقيق مكاسب من دون تقديم تنازلات جوهرية.

وأضافت: “لكن هذه المرة وقوع أردوغان في مخلب انتخاباته الداخلية التي فرضت عليه المناورة من خلال تهيئة الرأي العام التركي لتقبل المصالحة مع دمشق”.

وذكرت المصادر، أن “الحملات والتصريحات الإعلامية من المسؤولين الأتراك لا ترتقي ولا تستجيب لمطالب دمشق المصرة على انسحابهم من الأراضي السورية ووقف دعم للتنظيمات الإرهابية”.

وأشارت المصادر، إلى أنه لم يعد بمقدور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في المستقبل المنظور حل أبرز مشكلة داخلية والمتعلقة بملف اللاجئين السوريين، بمعزل عن مسار التقارب مع دمشق برعاية روسية.

وذكرت المصادر، أن المصالحة مع دمشق يحمل “مغريات جمّة لا يمكن التضحية بها، في ظل انغلاق خيار شن هجوم على الأراضي السورية لإقامة ما سماه المنطقة الآمنة لترحيل هؤلاء قبيل انتخابات 2023”.

وشددت المصادر، على أن “خيار النظام التركي شن عدوان لاقتطاع شريط حدودي بعمق 30 كيلو متراً داخل الأراضي السورية، وإن كان لا يزال مطروحاً داخل أروقة المؤسسة العسكرية التركية إلا أن تكلفته العالية على جميع الصعد، ترجح كفة المضي في مسار استدارة أردوغان نحو دمشق لمعالجة مشكلات أمن الحدود وملف اللاجئين السوريين قبل الانتخابات”.

ورجحت المصادر، تسريع وتيرة المفاوضات السورية – التركية في المرحلة القريبة للتوصل إلى تفاهمات بغية إيجاد خرق فيها يؤدي إلى إنعاش المجال السياسي بين البلدين.

والاثنين الماضي، قالت مصادر أخرى لصحفية نفسها، إن دعوة تركيا لإعادة العلاقات مع حكومة دمشق لا تزال في إطار التصريحات الإعلامية وفي سياق الأقوال لا الأفعال.

وفي الحادي عشر من آب/أغسطس الجاري, قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو, أنه أجرى محادثة قصيرة وزير خارجية الحكومة السورية, فيصل المقداد، ودعا إلى مصالحة بين الحكومة والمعارضة.

وأثارت المحادثة التي أجراها أوغلو مع المقداد شكوكاً بشأن رغبة تركيا في التخلي عن نهجها الداعم للمعارضة والمطالبة بتحقيق انتقال سياسي في سوريا, وفق تقارير صحفية.

وقبل أسبوعين, قال أردوغان, إن “بلاده لا تهدف إلى هزيمة بشار الأسد في سوريا”, في إفادة صحفية أثناء عودته من زيارته لأوكرانيا.

وأضاف: “لا يمكن التخلي عن الحوار بين الدول، ويمكن أن يتم في أي وقت، ويجب أن يتم”.

وتعهّد زعيم حزب الشعب الجمهوري “أكبر أحزاب المعارضة التركية”,  كمال كليتشدار أوغلو، في عدة مناسبات، بأنه في حال فوز المعارضة بانتخابات عام 2023، سيتم التوصل إلى اتفاق مع دمشق لضمان العودة الآمنة للسوريين.

وأضاف, أن خطوات الحكومة باتجاه المصالحة، “قليلة جداً، ومتأخرة جداً”.

وكان وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد، شدد خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، الأسبوع الماضي، أن هناك استحقاقات يجب أن تقوم بها تركيا وأن تتم على أساس احترام سيادة الدول.

وأضاف, أن هذه الاستحقاقات هي “إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورية وحل مشكلات المياه بين البلدين، مقدمة لإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه”.

إعداد وتحرير: محمد القاضي