اللاجئون السوريون يحبسون أنفاسهم انتظاراً للثلاثاء الحاسم في اسطنبول

اسطنبول- محمد الينايري- NPA 
"خلال الأسبوعين الماضيين بقيت حبيسَ المنزل، وسأبقى حتى تتضح الرؤية تماماً، لا أنزل إلا لقضاء حاجات ضرورية فقط من الشارع الذي أعيش فيه أو الشوارع المجاورة الجانبية؛ خشية أن يتم إلقاء القبض عليّ في أية دورية أمنية".. هذا حال اللاجئ السوري (ع.أ) المقيم في ولاية اسطنبول التركيّة بينما بطاقة الإقامة المؤقتة (الكملك) الخاصة به على غير ولاية.
يحبس (ع) الذي رفض ذكر اسمه وسمح بنشر الأحرف الأولى منه فقط لدواعٍ أمنية وتحتفظ "نورث برس" بتفاصيل حديثه، أنفاسه انتظاراً ليوم الثلاثاء المقبل، إذ تسود حالة من القلق قطاعاً عريضاً من السوريين المتواجدين في ولاية اسطنبول التركيّة، مع قرب نهاية المهلة التي منحتها الولاية لمخالفي بطاقة الحماية المؤقتة "الكملك" لمغادرة اسطنبول، والتي تنتهي يوم الثلاثاء المقبل الموافق /20/ آب/أغسطس 2019.
ويُمني النفس بأن يتم مد المهلة لثلاثة أشهر، كما يُروج في صفوف السوريين باسطنبول حالياً، على حد قوله لدى حديثه مع "نورث برس". وقال إنه لا يستطيع مغادرة الولاية، لأن بها مصدر رزقه الوحيد، وهو يعول أسرته المقيمة في بلد آخر، وقد سمح له صاحب العمل بالعمل من المنزل مراعاة للظروف الراهنة التي يعيشها، وخشية أن يتم تغريم إذا تمت مراجعة مكان العمل بحملة أمنية وتبين عمل سوريين برفقته.
 ويخشى قطاع عريض من السوريين من حملات اعتقال وتهجير واسعة بعد يوم الثلاثاء المقبل تستهدف مخالفي الإقامة، لاسيما أن قطاعاً عريضاً لم تتسن له إمكانية مغادرة الولاية لظروفه الخاصة، سواء العمل أو التعليم أو ما إلى ذلك.
ويقول المحامي السوري، المقيم في باريس فراس حاج يحيى، إن "يوم /20/ آب هو نهاية المهلة المحددة للمقيمين في اسطنبول من مدن تركية أخرى، ومعها متوقع حملات اعتقال وتوقيف وترحيل.. أيام صعبة على السوريين هناك، ولا أعلم هل هناك استعدادات من الفعاليات السورية هناك لهذه المرحلة والتعامل معها".
وبالعودة لحديث (ع)، فيروي لـ "نورث برس" جانباً من الخيارات المتاحة أمامه، قائلاً إنه لا يستطيع العيش حبيس المنزل طيلة كل هذه الفترة، ويسعى للحصول على أي فرصة لمغادرة تركيا نهائياً، لاسيما أن "لم الشمل" فيها مع أسرته التي تعيش في لبنان، صار أمراً صعباً، لكن السبل حتى الآن مغلقة أمامه، وليس أمامه سوى البقاء في المنزل، أو الذهاب إلى الولاية التابع لها بعد اتفاق مع صاحب العمل على استمرار عمله في تلك الولاية.
لكنه يشير لدى حديثه مع "نورث برس" إلى أنه بشكل عام لا يأمن التواجد في تركيا كلها، لاسيما أن المعاملة قد تغيّرت تماماً مع السوريين، ويعتقد بأن هناك اتجاهاً عاماً ضدهم، فلم تعد تركيا بيئة آمنة لهم كما كانت من ذي قبل، وعليه يحاول تأمين بدائل قريبة لتوفيق أوضاعه في تركيا، حتى يتمكن من مغادرتها نهائياً إلى أوروبا إن تيسر له ذلك، ويقول: "طبعاً هذا الأمر يحتاج إلى الوقت".
ويلفت في السياق ذاته إلى أنه طيلة الأسابيع الماضية كان الجميع ينصحونه بالذهاب إلى ولايته خشية ملاحقته أمنياً أو أن يظل حبيساً في بيته في اسطنبول، لكنه لم يكن يستطيع فعل ذلك نظراً لظروف عمله، ولم يتوصل لاتفاق مع صاحب العمل بعد فيما يتعلق بالعمل من المنزل من ولاية أخرى.
ورصدت "نورث برس" عبر مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من التفاعلات التي يعبر فيها أصحابها عن مخاوفهم من التطورات التي قد يشهدها ملف اللاجئين السوريين في اسطنبول بعد انتهاء المهلة.