قصة ألمانية وصلت إلى سوريا وانتقلت إلى الرقة واعتقلت قرب نقطة أمريكية بتل أبيض

عين عيسى- يحيى عمر / فياض محمد- NPA
بعد هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في آخر معاقله ببلدة الباغوز، واستسلام مئات المقاتلين الذين اقتيدوا إلى المعتقلات، تم نقل النساء والأطفال، إلى مخيمات في شمال شرقي سوريا.
قسم من النسوة يطالبن حكومات بلادهن بإعادتهن إليها، في حين فضَّل القسم الآخر البقاء في سوريا، والخضوع لمحاكمة دولية.
إيلينا البالغة من العمر /29/عاماً، والتي تنحدر من ألمانيا، وهي أم لطفلين تروي لـ"نورث برس" قصة انتقالها من بلادها ووصولها إلى سوريا.
تقول إيلينا القاطنة في مخيم عين عيسى التابع للرقة، "أنا وزوجي سركان الذي ينحدر من أم تركية وأب ألماني كبرنا سوية، وكنا ندرس معاً في مدرسة واحدة منذ صغرنا."
تزوجت إيلينا وساركان، وتسببت المشاكل بينهما بانفصالهما عقب /5/ سنوات من الزواج، ليعتنقا الإسلام بعدها ومن ثم يعودا للارتباط بعد /9/ أشهر من الانفصال.

بداياتها مع التنظيم
ادعت إيلينا خلال رواية قصتها لـ"نورث برس" أن من الأسباب التي دفعت زوجها للانتقال إلى سوريا، هي "عدم امتلاك زوجها للمال".
وأردفت قائلة: "انضم زوجي إلى جماعة (لم تأتِ على ذكرها) عن طريق صديقته الأفغانية، وهذه الجماعة كانت تساعد المسلمين في جميع الدول من أدوية وعلاج وسيارات إسعاف."
وأضافت إيلينا "زوجي قال للجماعة، أنا يمكن أن أساعدكم ويمكنني أن أقود سيارة معكم، وقالوا له تعال معنا سنأخذك إلى سوريا ويمكن أن ترى بعينك الوضع هناك."
وكشفت كذلك عن انضمام زوجها إلى "الجيش السوري الحر وجبهة النصرة"، وأكدت أنهم قالوا لزوجها "عند تعليمه مبادئ الإسلام والدعوة" بأنه هناك الكثير من "المهاجرين من غير دولة".
هذه الأحداث جرت في العام 2013، وفصائل المعارضة المسلحة وجبهة النصرة قالوا لزوجها سركان، بأن يبقى وأنه من "الأخوة وأنهم حديثون في الإسلام."
وحول أسباب مجيئها فإن زوجها اتصل بها قائلاً: "أنا سأبقى في سوريا. تعالي أنتِ إلى هنا لأن هنا تدور حرب، وكثير من المسلمين يحتاجون إلى المساعدة، وأنتِ تريدين أن تري الوضع في سوريا وأن تقدمي الإعانة للأطفال."

ادعاءات وحقائق
في الوقت الذي ادعت فيه إيلينا بقتل جبهة النصرة وفصائل المعارضة لزوجها، عادت إيلينا لتتراجع عن أقوالها وتدعي أنه جرى الإفراج عن زوجها ونقله من حلب إلى الرقة في العام 2014، بعد فترة طويلة من السجن، على الرغم من ترحيب فصائل المعارضة والنصرة بمجيئ زوجها، سركان.
كما تضيف إلينا "أتيت إلى مدينة حلب، ولم ألتقي بزوجي، ليخبرني أحد الرجال بأنه يعرف مكان زوجي، ثم أخذوني إلى الرقة عام 2014، لأعرف أن زوجي في سجن للجيش الحر وجبهة النصرة، ثم أطلق سراحه بعد فترة."
"وجرى جلب زوجي إلى الرقة، من سجن النصرة، وقالوا له أنت أخي وأهلا وسهلا بك ونحن دولة الإسلام"، والحديث هنا لإيلينا التي تابعت بأنهم أعطوا زوجها استراحة لشهرين، ومن ثم أرسلوه إلى "الرباط" في دير الزور ليقتل هناك.

زواج وفرار واعتقال
بعد مقتل زوجها، أكدت إيلينا تواصلها مع أهلها وشددت على أنهم طلبوا منها "الهروب والعودة، في العام 2015 إلا أن محاولتي باءت بالفشل، واعتقلني عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، ووضعوني في السجن."
ووفقاً لحديثها فإنها عقب خروجها من السجن "تزوجت من رجل أفغاني، وهو الآن معتقل لدى قوات سوريا الديمقراطية."، مشيرة إلى أنه بعد قدومها للمخيم، علمت بأن زوجها يبلغ من العمر /19/ عاماً فقط بعد زعمه بأنه أكبر سناً.
إيلينا التي خرجت مع زوجها الثاني، أفغاني الجنسية، من هجين بدير الزور، من خلال مهربين، توجهت إلى تل أبيض /كري سبي، ليجري اعتقالها من قبل قوات سوريا الديمقراطية في العام 2018، على مقربة من نقطة مراقبة أمريكية.
في ختام روايتها لقصتها، أكدت إيلينا رغبتها في العودة إلى بلادها، معربة عن خوفها الكبير السابق من الحياة التي كانت تقضيها تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قائلة: "كنت أخاف كثيراً، كانت حياتنا صعبة في ظل الدولة الإسلامية، يوجد الكثير من الكذب واغتصاب للنساء."
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية أعلنت سيطرتها على منطقة الباغوز، آخر جيب لتنظيم "الدولة الإسلامية " في الـ 19 آذار / مارس من العام 2019، عقب تسليم الآلاف من عائلات التنظيم أنفسهم لها.
ونقلت قوات سوريا الديمقراطية نساء التنظيم وأطفالهن إلى مخيم الهول للنازحين في الحسكة، فيما جرى نقل المقاتلين السابقين في التنظيم إلى المعتقلات.
ويقطن في المخيم نساء من جنسيات مختلفة، تصل لحوالي /50/ جنسية، يتقاسمن شيئاً واحداً هو أنهن نساء عناصر وقادة في تنظيم "الدولة الإسلامية".