الفستق الحلبي في كوباني.. إنتاج قليل وضرائب تخفض أرباح المزارعين

كوباني- نورث برس

باع جمال إنتاج أرضه من أشجار الفستق الحلبي هذا العام بخمسة ملايين ونصف المليون ليرة سورية، وهو سعر لم يرضه، إذ كان يأمل أن يجني أكثر من ذلك.

ويقول جمال شريف (55 عاماً)، الذي يملك أقل من هكتار مزروع بالفستق في قرية جبنة غربي كوباني، إنه باع الكيلوغرام الواحد من الفستق بـ 9150 ليرة سورية.

ورغم أنه باع الكيلوغرام بستة آلاف ليرة العام الماضي، لكن يجده أفضل إذا ما تم مقارنته بسعر صرف الدولار، بحسب “شريف”.

ومع بدء موسم جني الفستق في كوباني، يتهم مزارعون من بينهم “شريف”،  التجار بتحكمهم بأسعار بيع وشراء الموسم، في ظل تراجع الإنتاج.

ويعتمد أغلب المزارعين في قرى ريف كوباني الغربي على زراعة أشجار الفستق كمصدر دخل لهم، حيث يتم زراعة 150 شجرة في كل هكتار وسطياً.

ويعتبر مزارعون مردود محصول الفستق أفضل من المحاصيل الأخرى كالقمح والشعير، حيث ازدادت المساحات المزروعة في ريف كوباني خلال الأعوام الأخيرة.

ويصل إنتاج شجرة فستق معمرة واحدة إلى 70-80  كيلوغرام، وينتج كل هكتار أربعة أطنان سنوياً بشكل وسطي، بحسب مزارعين.

ضرائب

ويعزو تجار سبب خفضهم للأسعار إلى الضرائب التي تفرضها الإدارة الذاتية ومناطق المعارضة السورية والحكومة السورية على مرور مادة الفستق من مناطقها، حيث يخصمون هذه الضرائب من المزارعين عبر تخفيض سعر الشراء.

ويقول حسين بكر (60 عاماً)، وهو تاجر فستق من ريف كوباني الغربي، إن الإدارة الذاتية تفرض 100 دولار كضريبة جمارك على كل طن من الفستق يخرج من منطقتها، بينما تفرض مناطق المعارضة ضرائب تبلغ 25 دولاراً للطن الواحد.

ويشير إلى أن الطن الواحد من المحصول يكلف 125 دولاراً لإيصالها إلى مدينة الباب وإدخالها لمناطق الحكومة والتي بدورها تفرض ضرائب جمركية عليها.

ويرى تجار أن فتح معبر الطبقة للتجارة بين الإدارة الذاتية والحكومة، سيشكل فرقاً في سعر شراء كيلوغرام الفستق يصل لأكثر من ألف ليرة.

والفستق ثلاثة أنواع، بوظة وزهري وأحمر، حيث كان الطلب في بداية الموسم على البوظة وتراوح سعر الكيلوغرام منه ما بين 9000 و9300 ليرة.

ويلفت “بكر” النظر إلى أن الحرب على أوكرانيا أثرت على أسعار كل المحاصيل وعلى انخفاض الطلب على بعضها الآخر ومن بينها الفستق الحلبي.

ويضرب التاجر مثالاً عن انخفاض سعر الفستق عالمياً بسبب الحرب على أوكرانيا، “سعر كيلوغرام فستق البوظة وصل خلال الأعوام الفائتة إلى 30 دولاراً في الخارج، بينما انخفض حالياً إلى 16 أو 17 دولار”.

إنتاج متراجع

وتراجع إنتاج الفستق في كوباني خلال العام الجاري والماضي، حيث تراوح إنتاج المنطقة من الفستق بين500 و700 طناً، فيما وصل الإنتاج قبل عامين إلى نحو ألف طن، بحسب تجار.

ولكن مزارعين وتجاراً يتوقعون أن يصل إنتاج المنطقة خلال السنوات القادمة إلى 1500 طن، حيث تزداد أعداد أشجار الفستق كل عام.

وفي ريف كوباني الغربي وبينما يتجول بين أشجاره، يقول محمد بوزان (34 عاماً) إن التجار يعرضون عليه بيع الكيلوغرام الواحد بتسعة آلاف ليرة، “وهو رخيص جداً”.

ويرجع “بوزان” سبب تراجع الإنتاج إلى قلة الأمطار ووضع كميات قليلة من الأسمدة والمبيدات للأشجار، بسبب ارتفاع أسعارها.

وتحتاج شجرة الفستق إلى خمس أو ست أنواعٍ من المبيدات، بحسب مزارعين.

وارتفع سعر طن السماد خلال السنوات الفائتة من 200 دولار للطن إلى أكثر من 700 دولار، وفي المقابل انخفض سعر بيع كيلو غرام الفستق من أربعة دولارات خلال مواسم 2018 و2019 إلى دولارين حالياً.

كما أن حراثة الأراضي المزروعة بالفستق كانت تتجاوز عشرة مرات سنوياً في الأعوام السابقة، بينما لم تتجاوز عدد الحراثات الثلاث مرات هذا العام بسبب عدم توفر مادة المازوت، وفقاً لمزارعين.

إعداد: فتاح عيسى- تحرير: سوزدار محمد