فزاعةُ توطينِ اللاجئين السوريين في لبنان تطلُ مجددا في مخيم الريحانية
بيروت – ليال خروبي – NPA
تستكملُ السلطاتُ اللبنانيّة حملتَها على مخيمات اللاجئين السوريين التي تحوي إما خيم، أو أسقف وحتّى جدرانٌ إسمنتيّة تنفيذاً لقرارِ مجلس الدفاع الأعلى الصادر في نيسان/أبريل الماضي، والذي علّله بالخوفِ من توطينِ اللاجئين السوريينْ.وفي الوقتِ الذي أظهر آخر إحصاءٍ نشرته المفوضية العليا للاجئين أن /84/ % من اللاجئين السوريين في لبنان لديهم نيةُ العودة إلى سوريا، تتمسك قوى سياسيّة لبنانية ومنابر إعلاميّة برفع فزاعة التوطين عند أيّ حديثٍ عن الحقوق الإنسانيّة للاجئين السوريين.
وفي السياق أفاد مصدر خاص لـ"نورث برس" أن السلطات بدأت حملتها من مخيم عرسال الذي شهد أكبرَ عمليةِ هدمٍ حتى اللحظة طالت حوالي /1400/ خيمة أول تموز/يوليو الماضي، فيما طالَ مخيم الريحانية في قرية ببنين بمحافظة عكار شمال البلاد نفس المصير يوم الجمعة الماضي، حيثُ دمّرت مطارق الجيش اللبناني دعائم اسمنتيّة لـ /350/ خيمةً لا يتجاوز طولها الثمانين سنتيمتراً من دون إنذارٍ مسبق.
وأضاف المصدر أن تلك الدعائم كانت قائمة لحماية الخيم من مياه الأمطار والحيوانات الكاسرة.
وأشار المصدر إلى أنّ اللاجئين اضطروا للمبيت في الخيم المكشوفة لعدم وجودِ بديل، فيما سيقدّم اتحاد الجمعيات الإغاثية في عكار المسؤول عن المخيّم في الأيام القادمة الأخشاب لإعادة بناءِ الدعائم.
استراتيجية التضييق
يقول مدير البحوث في معهد عصام فارس في الجامعة الأمريكية في بيروت ناصر ياسين لـ"نورث برس" إن هناك استراتيجية حقيقية لزيادة الضغط على السوريين بهدف دفعهم للعودة إلى سوريا من دون توفّر شروط العودة الآمنة هناك.
وحولَ قانونية إجراءات هدم الخيم الاسمنتية في المخيمات يوضح ياسين أن قرارات الحكومة اللبنانية تسخدم القوانين الموجودة أصلاً ولكن بطريقة غير مألوفة وضمنَ إطارٍ سياسيّ واضح الأهداف، فمخالفات البناء وحتى مخالفات قانون العمل موجودة ومنتشرة ولكنّ الدولة تتشدد فقط على اللاجئين السوريين. مرجحاً أن تتعرّض مخيمات أخرى للهدم في الفترة المقبلة.
وحول تبعات خطة الحكومة اللبنانية يعلّق ياسين أن الإجراءات المتصاعدة بحقّ اللاجئين تخلق أكثر فأكثر بيئة غير مرحبّة بهم في لبنان، لكنّه لن يضيف شيئا إلى عمليات العودة لأنه لن يساهم بزيادة أعداد العائدين إلى سوريا بل سيبقون في أماكنهم وعلى الأرجح أفقر حالًا، وسيتحولون إلى مجموعات هاربة من الأمن والدولة اللبنانية".
وكان منتدى المنظمات غير الحكومية الدولية في لبنان الذي يضم /52/ منظمة بينها "أوكسفام" و"كاير" و"مرسي كور" والمجلس النروجي للاجئين طالبَ في بيانٍ الأسبوع الماضي الدولة اللبنانية "بالكفّ عن عمليات الهدم هذه، والعمل مع المعنيين بمن فيهم اللاجئون ومالكو الأراضي والبلديات، لإيجاد حل يسمح للاجئين بالاستمرار في العيش بأمان وكرامة، ويحترم الأطراف كافة بموجبه سيادة القانون".