حلب – زين العابدين حسين – NPA
يتصاعد الاستياء داخل مدينة حلب التي تنتقل من مستنقع إلى آخر، مع انتشار السلاح، وتزايد العسكرة داخل المدينة، والانفلات الأمني، واتساع رقعته، مع تدني المستوى الأخلاقي.
إذ شهدت حلب ارتفاعاً في حالات الاعتداءات الجنسية، ضمن المدينة، التي استعادت قوات الحكومة السورية السيطرة على معظمها، أواخر العام 2016، بعد عملية عسكرية وصفقة ترحيل مقاتلين وعوائلهم ومدنيين رافضين البقاء في مدينة حلب.
اعتداءات على الأطفال
الاعتداءات شملت الأطفال الذكور، ممن تعرضوا لحالات اعتداء جنسي وقتلوا من قبل أشخاص ضمن المدينة، بعد عمليات جرت في معظمها عن سابق إصرار وترصد، وبتخطيط من المعتدي.
"نورث برس" رصدت خلال الـ 24 ساعة الاخيرة، إلقاء القبض من شرطة الحمدانية بمدينة حلب، على شخص اعتدى على أحد الأطفال جنسياً وحاول قتله.
إذ جرى اعتقال الشخص، بعد الاعتداء جنسياً على طفل في حي صلاح الدين، حيث حاول المعتدي قتل الطفل من خلال ضربه بطوب حجري (بلوك) على رأسه، عقب استدراج الطفل إلى بناء مهجور في الحي.
الاعتداء جرى ليلاً عندما استدرج الطفل من مدينة للألعاب، نحو مبنى مهجور، فيما استفاق الطفل من غيبوبته مضرجاً بدمائه، ليعود لمنزله ويبلغ عائلته التي هرعت إلى مخفر للشرطة الحكومية للإبلاغ عن الحادثة.
فيما جرى اعتقال الشخص بعد تعرف الطفل عليه، وجرى نقله إلى أحد السجون تمهيداً لمحاكمته.
استياء عام
القضية أثارت استياء السكان في مدينة حلب، وفي مناطق سورية مختلفة، من تدني المستوى الأخلاقي، ومن انتشار السلاح والمحسوبيات، التي تدفع الكثيرين لارتكاب جرائمهم دون أن يأبهوا للعقاب.
الأهالي ذكَّروا بحالات وصلت لاعتداء أطفال على أطفال آخرين وقتلهم، ومنها ما جرى في مدينة مسكنة في الريف الشرقي لحلب.
إذ عثرت مؤخراً قوات الحكومة على جثة طفل مقتولاً ومرمياً في بناء سكني مهجور، بعد تعرضه للاغتصاب، ليجري اعتقال الجناة، وهما قاصران بعمر /16/ و/17/ سنة.
كما كان حي بستان القصر في القسم الشرقي لمدينة حلب، والذي كان يخضع سابقاً لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، شهد جريمة اعتداء جنسي على طفل دون سن العاشرة، من قبل عنصر في قوات الدفاع الوطني التابعة للحكومة السورية.
وهدد الشاب بقتل الطفل، الذي جمع صراخه الأهالي، والذين بادروا بدورهم لاستدعاء دورية لقوات النجدة، تلقت تهديدات من العنصر بعد اعتقاله واقتياده إلى أحد المراكز الأمنية.
وقبل أشهر كان قد اعتقل القيادي في قوات الدفاع الوطني، أحمد مزنرة، المعروف باسم "سفاح الأطفال"، بعد اعتدائه، على عدد من الأطفال وقتل اثنين منهم، في مدينة حلب.
إحصاءات مرعبة
كشف مدير الهيئة العامة للطب الشرعي زاهر حجو في أواخر العام 2018، أنه جرى توثيق /363/ حالة اعتداء جنسي على ذكور وإناث في /6/ محافظات سورية.
حجو أشار إلى احتلال حلب للمرتبة الأولى في هذه القائمة المخزية، وبلغ تعداد الحالات فيها وفقاً لتصريحاته التي أدلى بها لصحيفة حكومية سورية، /165/ حالة، تليها دمشق بـ/110/ حالات، و/48/ حالة في ريفها.
كما بلغ تعداد الحالات /58/ في محافظة حماة، بينما وصل عدد الحالات إلى /13/ في اللاذقية، ومن ثم السويداء بـ/6/ حالات وحالة واحدة في محافظة حمص.
وشملت البيانات الموثقة، الحالات الموثقة في المدن، دون الأرياف، في المحافظات آنفة الذكر، وأشار حجو إلى أن حوالي /90%/ من الحالات، لا يتم الإبلاغ عنها نتيجة خوف الأهالي من مسـألة العار والشرف وغيرها.
وكانت أكدت منظمة اليونيسيف (المعنية برعاية وحقوق الأطفال حول العالم) في شباط / فبراير من العام الجاري، أن نحو ربع مليون طفل وطفلة يعانون حالياً من سوء المعاملة، من خلال تعرضهم للاعتداءات الجسدية والجنسية، في عدد غير قليل من الصراعات العسكرية.