لا بديل عن انتظار طوابير العلاج المجاني في الرقة

الرقة – نورث برس

لم تجد رشا محمد (35 عاماً)، نازحة في مدينة الرقة، بديلاً عن انتظارها ساعات طوال أمام مركز للعلاج المجاني لمعاينة طفلها البكر ذو الثلاثة عشر عاماً.

قالت السيدة وهي والدة لثلاثة أطفال، إنها اضطرت لإيقاظ طفلها منذ ساعات الفجر الأولى وتجهيزه والتوجه إلى المركز الصحي قرب مشفى الرقة الوطني على أمل الحصول على معاينة مجانية له، إذ يشكو من وهنٍ عام وتنمل في الأطراف.

وأشارت النازحة من دير الزور، إلى أنها قد تنتظر حتى ساعات متأخرة من الظهيرة وهي تشاهد “المدعوم” يدخل ولا ينتظر دوراً أو يقف في الطوابير، بينما “الناس الدراويش” مجبرين على الانتظار، على حد وصفها.

ويدفع فقر الحال وغلاء المعاينات في العيادات وارتفاع أجور المشافي الخاصة، سكاناً في الرقة للتوجه نحو الاستشفاء المجاني في مراكز صحية ومشافٍ عامة.

ويلاحظ في تلك المراكز والمشافي، طوابير من السكان ينتظرون دورهم للحصول على معاينة أو خدمة صحية مجانية وربما على بعض الأدوية.

ويرى المار بالقرب من تلك المراكز نساء وأطفالاً، معظمهم قد يأتي حتى قبل بدء الدوام الرسمي للمراكز الصحية والتي غالباً ما تفتح أبوابها عند الساعة الثامنة صباحاً للمعاينات باستثناء حالات الطوارئ.

وتجلس نساء كبيرات في السن على الأرض بينما تتعالى صرخات وبكاء أطفال وهم ينتظرون دورهم أمام تلك المراكز التي تتوزع في المدينة وريفها.

وقالت زهرة الكناص (45 عاماً)، إن غلاء المعاينات والأدوية وتراجع قدرتها الشرائية وتردي وضعها المعيشي، يجبرها على تحمل مشقة الانتظار للحصول على المعاينة والدواء “إن أمكن ذلك في المراكز المجانية”.

ويتوزع في مدينة الرقة وريفها ثمانية وعشرون مركزاً صحياً مجانياً منها ثلاث مشافي عامة هي (الهلال والتوليد والمشفى الوطني)، و12 مركزاً صحياً تدعمه منظمات دولية، وفقاً للجنة الصحة في مجلس الرقة المدني.

وقال عبود البديوي، وهو عضو في مكتب الرعاية الصحية في لجنة الصحة، إن سياسة عمل المراكز الصحية المجانية تقوم على تقديم الخدمات وبعض أنواع الأدوية في حال توفرها.

وأضاف لنورث برس، أن لجنة الصحة لا تدخل في عمل المراكز الصحية المدعومة من قبل المنظمات إلا في حال تقديم السكان شكاوى بحقها، وتعمل تلك المراكز وفق نظام عمل خاص بها.

ويبقى الانتظار لساعات أفضل من دفع مبالغ كبيرة، من وجهة نظر ملك الجاسم (23 عاماً) التي رأت أن الخدمات المقدمة من قبل المراكز الصحية العامة “جيدة مقارنة بأسعار المراكز والمشافي الخاصة”.

وتوجهت “الجاسم” لأحد مراكز العلاج المجانية لمعاينة ابنها ذو الأربعة أعوام والذي يعاني من نقص كلس وتجري له تحليل ويصرف له وصفة طبية.

وطالبت “الجاسم”، وهي أم لثلاثة أطفال، أكبرهم بعمر الأربع سنوات، بتوفير الأدوية في المراكز الصحية العامة، “لأن معظم الوصفات التي يحصل عليها المرضى لا يقومون بشرائها في حال لم يحصلوا على الدواء بالمجان”.

وأشارت “الجاسم” إلى أنها كغيرها من السكان تركز على سد احتياجاتها الأساسية نتيجة الغلاء وتراجع المردود المادي للعاملين، وهو ما دفعها كغيرها للقدوم والانتظار أمام المراكز الصحية المجانية.

إعداد: عمار عبد اللطيف – تحرير: زانا العلي