أقل من كيلو متر.. قرى حدودية في كوباني تعيش حالة قلق دائم
كوباني- نورث برس
على عكازة، تستند إيسلم باقر (70 عاماً) بينما تتجول في قريتها قره موغ بريف كوباني الشرقي، وينتابها القلق من أن تسوء أوضاع قريتها أكثر، وتضطر على إثرها لترك منزلها والنزوح إلى وجهة لا تعلمها.
وتصف السيدة السبعينية ما وصل إليه حالهم في القرية، “لم يبقّ باستطاعتنا تحمل المزيد، أطفالنا خائفون ونحن خائفون، عندما يحل المساء نخاف أن ننام في منازلنا”.
وعلى بعد مسافة لا تتجاوز واحد كيلومتر من الحدود السورية التركية، تعيش “باقر” كما سكان قريتها وقرى أخرى بريف كوباني في حالة من القلق الدائم مع تصعيد الهجمات التركية على منطقتهم.

وبعد جولة قصيرة، تجلس المسنة على صخرة ويجتمع حولها أطفال، وتضيف: “سكان القرية يخرجون من منازلهم أثناء القصف ويقصدون العراء وينامون أحياناً في الأراضي الزراعية ويعودون بعد توقف القصف”.
وتزيد بلهجتها المحلية على كلامها، “القصف التركي عشوائي، الحظ هو الي يحدد مكان سقوط القذائف والشخص يلي رح تصيبه القذيفة”.
وأدى القصف التركي على مدينة كوباني وريفها، في السادس عشر من الشهر الجاري، لفقدان طفل حياته وإصابة أربعة مدنيين آخرين بينهم طفل وامرأة، إضافة لفقدان ثلاثة من عناصر الجيش السوري حياتهم، وإصابة 6 آخرين.
وفي قرية “باقر”، أصيب ستة أشخاص من عائلة واحدة، منهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء جراء القذائف التركية، تسببت إحداها ببتر ساق الطفل عبدو حنيفي (4 أعوام) في الثامن من كانون الثاني/ يناير الفائت.
وأمام هذا الحال، لا يتمكن مزارعو قره موغ وباقي القرى الحدودية من العمل في أراضيهم، وخاصة مع اقتراب موسم جني بعض المحاصيل الصيفية.
ويؤكد مسلم نعسان (35 عاماً)، من سكان القرية الآنفة الذكر، أن الجندرمة التركية تستهدف المزارعين بسلاح القناص وأسلحة أخرى، فيضطر المزارعون للعودة إلى منازلهم دون التمكن من جني محاصيلهم.
وكما سابقه، يعيش “نعسان” هو الآخر في حال من الخوف على أفراد عائلته ويخشى أن يواجه أطفاله مصير الطفل عبدو حنيفي، “فربما القذيفة التالية تكون منزلي”.
وفي الرابع من الشهر الجاري، فقد المزارع إبراهيم محي الدين (27 عاماً) حياته في قرية كوران، شرقي كوباني جراء إصابته بطلق ناري من قبل الجندرمة التركية.
كما أصيب المزارع محمد شيخو (55 عاماً) في قرية سفتك بريف كوباني في أيلول/ سبتمبر العام الماضي، برصاص الجندرمة التركية أثناء عمله في أرضه.
وفي قرية سفتك بريف كوباني الغربي، يعيش عثمان رشو (70 عاماً) ألم فقدان ابن شقيقه ماهر محمد حسين الذي فقد حياته قبل عامين جراء استهدافه من قبل الجندرمة التركية.
يقول الرجل السبعيني إن القصف التركي يتسبب بإخافة سكان القرية، “فالأطفال يصرخون ويبكون وخاصة أن الاستهداف الأخير كان بقذائف المدفعية والدبابات”.

ويستذكر القصف الأخير الذي بدأ من قرية زور مغار أقصى ريف كوباني الغربي، واستهدف عناصر الجيش السوري على طول الشريط الحدودي.
وحينها سقطت قذائف على سفتك وتطايرت الشظايا على منازل السكان، فيما سقطت قذيفة على مدرسة القرية التي لا تبعد سوى 100 متر عن منزل “رشو”، وفقاً لشهادات سكان.
وأصيبت مروى حمو (40عاماً) بجروح بليغة، جراء القصف التركي على قرية سفتك في السادس عشر من الشهر الجاري.
وتسبب ذلك القصف بمغادرة عائلات لمنازلها والسكن في قرى بعيدة عن الحدود، بحسب “رشو”.