مزارعو السويداء بين غلاء المستلزمات وضعف التصريف
السويداء ـ نورث برس
يضطر مروان الحلبي (45عاماً)، وهو مزارع في جبل السويداء، لبيع ثمار بستانه من الدراق في المحافظة نفسها، دون تصديره إلى دمشق، وذلك يتسبب له بخسائر كبيرة.
وأثناء قيامه بجني آخر ثمار الدراق من بستانه، يقول لنورث برس، إن ارتفاع أسعار المحروقات، أدى إلى زيادة أجور النقل، حيث أن تكلفة النقل إلى دمشق تصل إلى 500 أو 600 ألف ليرة سورية.

وحتى لو وصل الإنتاج إلى أسواق دمشق، إلا أن التجار لا يأخذون سوى النوع الأول من الفواكه، في ظل ضعف القدرة الشرائية للسكان بشكل عام، واقتصارها على الأغنياء فقط، بحسب “الحلبي”.
ويضيف: “النوع الثاني والثالث غير مرغوب فيه بدمشق، وهذا ما دفعني لبيع محصولي بشكل محلي في السويداء وبسعر أقل وعلى دفعات، لأتمكن من تصريف جميع الكمية”.
غياب الدعم
يعدد “الحلبي” الأسباب التي أدت لزيادة التكلفة المادية على المزارعين، وما نتج عنها من تداعيات على المحصول والخسائر التي يتكبدها المزارع في ظل غياب الدعم الحكومي.
ويقول إنها تتمثل بـ”التكلفة المادية التي تقع على المزارع حيث تكون من الأسعار المرتفعة للمبيدات الحشرية التي تشترى بالدولار، وارتفاع أسعار المحرقات وصولاً لارتفاع أجرة الأيدي العاملة في عملية القطف والرش والحراثة”.
وانعكس ارتفاع أسعار المواد المتعلقة بالزراعة، على سعر كيلو الدراق بحسب المزارع، حيث وصل إلى خمسة آلاف ليرة سورية.
وبنظرات مليئة بالأسى، يتفقد فراس نصر (40 عاماً) وهو اسم مستعار لمزارع من قرية قيصما في الريف الجنوبي للسويداء، مزروعاته من الخضراوات.
ويقول “نصر” إن جلَّ خسائرهم تكمن في ارتفاع أسعار المحروقات وخصوصاً بعد أن رفعت السلطات سعر البنزين وما ترتب عليه من ارتفاع أجور النقل.
وفي الأسبوع الأول من هذا الشهر، أقرت وزارة التجارة وحماية المستهلك، في الحكومة السورية، رفع سعر البنزين المدعوم وغير المدعوم، لتعويض خسائر الموازنة النفطية.
ونشرت الوزارة عبر صفحتها “فيس بوك”، أنها حددت سعر ليتر البنزين الممتاز أوكتان 90 المدعوم على البطاقة الإلكترونية بـ 2500 ليرة سورية.
كما وحددت سعر الليتر الواحد لنفس النوعية بسعر التكلفة وهو 4000 ليرة سورية، بعد أن كان بسعر 3500 ليرة.
وسعر ليتر أوكتان 95 بـ4500 ليرة، بعد أن كان بسعر 4000 ليرة.
ويحتاج “نصر” إلى 600 برميل مياه كل ثلاثة أيام لسقاية أربع دونمات مزروعة بالبندورة، فهي تعد من أهم منتجاتهم في المحافظة.
ولكي يضخ المياه من البئر لسقاية البندورة، يحتاج في الشهر إلى مليوني ليرة سوريا لشراء المحروقات.
ويباع ليتر البنزين الحر بـ7000 ليرة والمازوت وصل لـ6000ليرة.
ويتأسف “نصر”، على غياب أي دعم حكومي للمزارعين، “خصوصاً مع تحملهم خسائر كبيرة، ما يدفعهم للعزوف عن العمل في الزراعة”.
ورغم بيع المزارع الكيلو غرام من البندورة للتجار بسعر يتراوح بين 400-600 ليرة، بحسب جودتها، إلا أن “نصر” لم يعوض خسائره التي وصلت عن كل كيلو غرام إلى أكثر من 300 ليرة.
ويقول: “المزارع هو الخاسر الأكبر، فعندما يتحمل غلاء نقص المحروقات، وغلاء المبيدات الحشرية، ولا يتم تعويضه حتى خسائر تعبه طوال العام من الحكومة التي لا تقدم شيئاً، فعندها من الطبيعي أن نشهد تراجعاً في اقتصاد البلد”.
كساد للمنتجات
ورغم الاستهلاك الكبير للبندورة التي يصنع منها رب البندورة، والذي يعد من أساسيات المطبخ السوري إلا أن الإقبال “ما زال ضعيفاً” ما على البندورة، بحسب عمر الحسين، وهو اسم مستعار لتاجر في سوق الخضار داخل مدينة السويداء.

وعزا “الحسين” ذلك إلى ارتفاع أسعار البندورة، حيث وصل يباع الكيلو غرام منها بين (600-800) ليرة وذلك حسب الجودة.
وأضاف القدرة الشرائية إجمالاً ضعيفة، وانعكست على الأسواق، “كنت أبيع في اليوم الواحد حوالي 500 كيلو بندورة أما الأن فصار المواطن يشتري بالحبة”.
وأرجع التاجر السبب لغلاء الأسعار، ونقص الغاز في المنازل (صعوبة أعداد طعام وتحضير مؤنة منزلية)، وأيضاً عدم قدرتهم على الاحتفاظ بكميات من الخضار والفواكه في فصل الصيف، لأن البرادات بسبب قلة الكهرباء تحولت لخزائن للوضع الطعام ليس أكثر”، بحسب قوله.