عشق المزروعات يرافق أهالي عفرين في مهجرهم

ريف حلب الشمالي- دجلة خليل- NPA
" كلما أنظر إلى النباتات أتذكر عفرين، فكما كنت أزين بيتنا في عفرين بالخضار أفعل ذات الشيء هنا أمام خيمتي، في ساعات الحَرّ نجلس أمام الخيمة ونتذكر مدينتنا عفرين." تقول شرفين ذلك، والحسرة بادية عليها.
تقطن شرفين عمر (21 عاماً) مع والديها في إحدى الخيم (الحارة 18) في مخيم "سردم" الواقع بقرية تل سوسين، في ريف حلب الشمالي، وهي تسقي مزروعاتها هناك برفقة والدها مرتين في اليوم.
تعيش شرفين في المخيم بالإضافة إلى آلاف المهجرين من أهالي عفرين الذين شردتهم الحرب، وأجبرتهم على ترك منازلهم بعد الاجتياح التركي لمنطقتهم.
و يقسم شارع رئيسي المخيم، إلى صفين  متقابلين من الخيم المنصوبة بشكل منتظم ويصل عددها إلى /750/ خيمة، وتتوزع كالحارات الشعبية في تنظيمات المدن، لتشكل كل مجموعة حارة وتحمل رقماً تسلسلياً.
الحارة رقم /18/
تبدو الحارة التي تحمل الرقم التسلسلي /18/ للوهلة الأولى كمشتل للمزروعات، تفوح منها رائحة الرطوبة الممزوجة بعطر الرياحين والنرجس، فأمام كل خيمة نبتة الكوكيا (نبتة محلية إضافة لجمالها تستخدم لأغراض منزلية بعد أن تيبس) و التي يصل طولها إلى ثلاثة أمتار، فتشكل سوراً نباتياً حول مداخل الخيم، وبين كل خيمة وخيمة مساحة صغيرة مزروعة  بالخضار كالبندورة والفلفل والكوسا.
وسط أصوات وصيحات الأطفال الذين يصنعون الفرح لأنفسهم حتى في مهجرهم القسري، يجلس سكان المخيم في ظلال النباتات ويتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم.
يجلب سكان الحارة/18/ المياه من الخزانات القريبة ليتقاسموا حصتهم اليومية من المياه مع نباتاتهم.
رفقة المزروعات
داخل خيمة ظليلة  يقيم محمد حنيف /60/ عاماً مع زوجته، ويحرص على زراعة أنواع مختلفة من الخضار والنباتات حول خيمته، يقول عن ذلك "تعودت على رؤية الخضار من حولي، فقد كنت أزرع حوالي /6/ هكتارات من الأرض بالخضروات وأبيعها، والآن أكتفي ببضع أمتار لأزرعها."
يضيف حنيف: "زوجتي مصابة بالسرطان وتعاني من ضيق في التنفس، لذلك نجلس هنا (مشيراً إلى جانب الخيمة) في ساعات الحر الشديد."
يذكر أن الجيش التركي وبمؤازرة فصائل المعارضة السورية التابعة لها، سيطرت على منطقة عفرين في الثامن عشر من  آذار/مارس من العام المنصرم, بعد معارك ضارية دامت حوالي شهرين ضد وحدات حماية الشعب، الأمر الذي أدى إلى تهجير الآلاف من أبناء المدينة، ليسكنوا في مخيمات في ريف حلب الشمالي.