منبج ـ نورث برس
يتخوف نديم محمد وهو من المكون التركماني في منبج، من التصعيد التركي الأخير، وما سيؤول إليه حالهم في حال زادت حدة القصف واضطروا للنزوح من المدينة.
يقول “محمد” لنورث برس: “التهديدات التركية مستمرة على مدينتا منذ سنوات، والمكون التركماني الذي يبلغ تعدادهم قرابة الـ500 عائلة، لا تريد الحرب التي هجرت العشرات من العائلات التركمانية”.
وكل ما يتمناه “محمد” هو أن تستقر وتعيش الأقليات بأمان، “يكفيها مآسي وتهجير”.
ويضيف: “نزحنا عند سيطرة الجيش الحر وتنظيم داعش على المدينة، واليوم تقوم الدولة التركية بقصف المنطقة بالقذائف. إذا هُجرنا من جديد فإلى أين نذهب؟”.
ويتخوف سكان الأقليات في مدينة منبج شمال شرقي سوريا، من التصعيد العسكري التركي الذي يستهدف قرى أرياف منبج وعدة مناطق أخرى في شمالي سوريا.
ومنذ أيار/مايو الماضي، هدد الرئيس التركي رجب أدروغان بشن عملية عسكرية جديدة شمالي سوريا، وكرر تهديداته في الثامن من آب/أغسطس الجاري بحجة إنشاء “منطقة آمنة”.
ويسود قلق بين السكان والأقليات في منبج، بسبب تلك التهديدات.
ويمتاز النسيج الاجتماعي في منبج مثل أغلب المناطق السورية بالتنوع في المكونات والأعراق والقوميات، ويشكل التركمان والشركس أهم المكونات الأساسية للمدينة وريفها، وكان حالهما حال بقية السوريين الذين اضطروا إلى مغادرة مناطقهم أواخر 2011.
وتحدث سامر حباق من المكون الشركسي في منبج، عن معاناتهم من الحروب السابقة، (مع القياصرة الروس لمئة عام، تعرض من خلالها للتهجير إلى تركيا وبعدها إلى سوريا، ومناطق الشرق الأوسط والوطن العربي”.
ويعيش الشراكسة في مدينة منبج منذ آلاف السنين، بعد هجرتهم من بلاد القوقاز بلدهم الأم، التي أجبروا على الرحيل منها بسبب الحروب آنذاك.
وأضاف “حباق”، الذي يحاول تجنب التفكير بنزوح ثانٍ، “علينا جميعنا أن نكون مع بعضنا متوحدين لنحمي مدينتنا”.
ويقول: “بعد مرور عشر سنوات من الأزمة السورية لم نتعرض للتهديدات كما نتعرض لها اليوم”.
واليوم أصبح تعداد العائلات الشركسية في منبج (150)عائلة، بعدما كان قبل الأزمة السورية (350) عائلة, منهم هاجروا خارج سوريا ومنهم إلى مناطق داخلية.
وعدد العائلات في منبج “قابل للانخفاض في حال استمرت التهديدات التركية”، بحسب “حباق”.
وينقسم الشركس، كغيرهم من مكوّنات المنطقة إلى عشائر، حيث تحتضن مدينة منبج حالياً خمس عشائر شركسية هي، “الأبزاك والقبرتاي والشابسوك والأبجدوغ والتساي”.
وتتمنى تالين ضياء الدين من المكون الشركسي في منبج، أن تعيش في حالة من الاستقرار وأن تبقى المكونات في منبج بنفس الحالة التي عليها اليوم.
وتقول: “لا نريد الحرب لأنها بشعة وقاسية وعانينا منها سابقاً من خلال التهجير والنزوح، ونحن كأقليات نتمنى الخير لكل الشعوب ولكافة المكونات في المنطقة”.