مياه قليلة وخبز لا يكفي.. حال النازحين في مخيم غربي الحسكة

الحسكة – نورث برس

تُعدّد هنية شيخو(55 عاماً)، مكونات السلة الغذائية التي تستلمها مرة كل شهر، وهي ثماني ليترات من الزيت، عشرة كيلوغرام من الأرز، ومثلها من البرغل والعدس، وخمسة كيلوغرام من الحمص، وأكياس من المعكرونة، وعلبتان من دبس البندورة، وسبع علب من المعلبات، وظرف من الملح.

وبعد أن انتهت من مقارنة هذه الكميات مع التي كانت تستلمها بداية نزوحها إلى مخيم واشوكاني، غربي الحسكة، عام 2019، تتساءل: “كيف ستكفينا هذه المساعدات وعائلتنا مؤلفة من ثمانية أفراد؟”.

وأكثر ما يُثقل كاهل النازحة من قرية تل حلاف بريف سري كانيه، هو عدم احتواء السلة الغذائية الحالية على مكونات وجبة الإفطار والخضراوات والفواكه واللحوم، ما يضطّرها للشراء أحياناً وفق قدرتها المالية من سوق المخيم.

ويشتكي النازحون في مخيم واشوكاني، من قلّة المساعدات الغذائية وعدم كفايتها لعائلاتهم، في ظلّ صعوبة شراءها من الأسواق بسبب ضيق الحالة المادية.

وتضيف “شيخو”، بينما كانت تلّف وجهها بوشاح، “منذ الصيف الماضي قلّلوا كميات مكونات السلة الغذائية وبالكاد تسد جزءاً بسيطاً من حاجتنا”.

وتسبّبت العملية العسكرية التركية على سري كانيه وتل أبيض، في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، بنزوح نحو 300  ألف شخص من مناطقهم.

وتستقر في مخيم واشوكاني ما يقارب 2355 عائلة،  بعدد أفراد يصل إلى  16306، بحسب إدارة المخيم.

“رغيفين فقط”

ومنذ بداية افتتاح المخيم وحتى منتصف عام 2021، كان النازحون يحصلون على كميات “جيدة” من المواد الغذائية، حيث كانت تتعدى حصة كل فرد من الخبز خمسة أرغفة يومياً، في حين يحصل حالياً على رغيفين فقط.

وكانت العائلات تحصل على سِلال غذائية شهرياً، وتتضمن 10 كيلوغرام من السكر، ومثلها من البرغل، و 15 كيلوغرام من الأرز، وثمانية أكياس من المعكرونة، و 8كيلوغرام من الفاصولياء، و11 ليتر من الزيوت، والعديد من مواد وجبة الفطور كالزعتر، والحلاوة، والحمص، والمعلبات، والزيتون.

وكانت العائلات التي يبلغ عدد أفرادها سبعة أشخاص فما دون، تحصل على هذه السلة شهرياً، أما التي يزيد عدد أفرادها عن سبعة تحصل على ضعف هذه الكمية شهرياً.

ومنذ حزيران/ يونيو، العام الماضي، تم تقليل الكميات وتغيير خطة التوزيع، حيث باتت العائلة التي يتألف عدد أفرادها من أربعة فما دون تحصل على السلة الغذائية مرة واحدة كل شهرين.

أما العائلات التي يتراوح عدد أفرادها ما بين خمسة إلى ثمانية، تحصل على سلة غذائية كل شهر، والتي يتجاوز عدد أفرادها تسعة أشخاص، تكون مخصصاتها سلة ونصف شهرياً.

وباتت الكميات التي كانت تحويها السلة ما يقارب النصف بعد إنقاص كمياتها، مع إلغاء كافة مواد الإفطار.

وكان النازحون يبيعون بعض المخصّصات التي تزيد عن حاجتهم لشراء الخضراوات أو للطبابة، ولكن يصعب حالياً على غالبيتهم فعل ذلك، بسبب عدم كفايتهم.

“حالتنا سيئة”

وفي ذات المخيم، تشكو سلمى العواد (43 عاماً)، نازحة من قرية أم الخير، بريف سري كانيه، من قلة المياه، حيث يتم تعبئة الخزانات مرة واحدة في اليوم، وهو ما لا يكفي حاجتهم في ظلّ زيادة الكميات المستهلكة مع ارتفاع درجات الحرارة.

وتصف السيدة الأربعينية حالتهم بـ”السيئة، فقبل أيام حدث حريق ولم تتوفر المياه في الخزانات لإطفائه”.

وفقد طفلان حياتهما وأصيب خمسة نازحين، في السادس من الشهر الجاري، جرّاء اندلاع حريق  في المخيم.

ويحصل النازحون على مواد  التنظيف مرة كل ثلاثة أشهر مع تقليل الكميات، بحسب “العواد”.

وتبيع “العواد”، أحياناً مواداً من مكونات السلة الغذائية والتي لا تحتاجها كثيراً كالعدس لشراء أخرى أكثر ضرورية كالخضراوات وغيرها.

وأمام هذا الحال، تتحسّر فاطمة علي (58 عاماً)، وهي نازحة من حي زورآفا، بمدينة سري كانيه، على حالها في المخيم وتقول: “نريد منازلنا والعودة لها، لا نعلم ماذا حلّ بها منذ خروجنا، لو تجمّلت أرجلنا وأيادينا بالذهب، لن نرضى ولن نرتاح سوى بالعودة لمنازلنا”.

وتُضيف، بينما كانت تجلس خلف سياجٍ من القشّ، “لا نستطيع العودة، نحن مجبورين على المكوث هنا، ليس لدينا مكان آخر نلجأ إليه”.

ورغم أنها تسكن مع زوجها فقط في المخيم، تجد هي الأخرى أنها تحتاج للعديد من الحاجات، وتقول: “فقدنا منزلنا ونحن الآن بحاجة كل شيء”.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: سوزدار محمد