الجدل في الاتفاق النووي الإيراني على طاولة إسرائيل والولايات المتحدة
دمشق- نورث برس
قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لموقع أميركي، إن إدارة بايدن تسعى في الأيام الأخيرة إلى طمأنة إسرائيل بأنها لم توافق على تنازلات جديدة مع إيران وأن الاتفاق النووي ليس وشيكاً، وذلك رغم الحديث على نطاق واسع بأن طرفي الاتفاق (طهران ـ واشنطن) موافقان على مقترح أوروبي نهائي بشأن الاتفاق.
لكن يبدو أن إسرائيل غير مطمئنة، مما شهدت المفاوضات لإحياء الاتفاق مع إيران من تطور ملحوظ ولا سيما بعد المقترح الذي قدمته أوروبا عبر وسيطها جوزيب بوريل والذي يتضمن تنازلات أميركية في الملف، وفقاً لموقع “اكسيوس” نقلاً عن مسؤولين في تل أبيب.
ودفع المقترح الأوروبي الذي أعلن عنه في الثامن من آب/أغسطس الجاري، إلى تكهنات بأن الصفقة قد تكون وشيكة، ما أدى إلى احتكاك بين الولايات المتحدة وإسرائيل بعد أن أثار مخاوف الأخيرة باعتبارها تعارض بشدة استعادة الاتفاق النووي لعام 2015، والذي انحسبت منه إدارة ترامب عام 2018.
وأبرز ما يثير قلق رئيس الحكومة الحالي يائير لابيد، هو حقيقة أن البلاد تخوض الآن حملة انتخابية، ما يعني أن الإعلان عن اتفاق نووي قبل انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر في إسرائيل، قد يعطي ذخيرة سياسية لزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو ليستخدمها ضد لابيد.
وذكر تقرير للموقع الأميركي أنه خلال الأسبوع الماضي، أكد مسؤولو البيت الأبيض لنظرائهم الإسرائيليين أنه على الرغم من المزاعم المنتشرة على نطاق واسع في الإعلام، لم تكن هناك تنازلات جديدة لإيران.
والخميس الماضي، أطلع مسؤولون إسرائيليون كبار المراسلين على أن لابيد أبلغ البيت الأبيض أن مسودة الاتحاد الأوروبي تتجاوز اتفاق 2015 وتتجاوز الخطوط الحمراء لإدارة بايدن.
وفي حال وافقت الولايات المتحدة على المقرح النهائي الأوروبي فإن ذلك يثير جدلاً في العلاقات بين إسرائيل وإدارة بايدن التي لم تدفع إيران للتنازلات بل ستسقط مطالبتها بإخراج الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأميركية، بموجب المقترح.
ونقل أكسيوس عن مسؤول أميركي أن الاتفاق ليس وشيكاً، بينما تجري نقاشات بين واشنطن وتل أبيب.
ومن المقرر أن يلتقي مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال هولاتا، بنظيره في البيت الأبيض جيك سوليفان في واشنطن الثلاثاء المقبل، ليعبر عن مخاوف بلاده من الاتفاق، لكن من غير المتوقع أن تحدث مواجهة صارمة بين إسرائيل وإدارة بايدن.
وقال مسؤول إسرائيل كبير: “لن ندمر العلاقة مع إدارة بايدن مثلما فعل نتنياهو مع أوباما”.
وكان رئيس الوزراء يائير لابيد، قد تحدث ضد الاتفاق يوم الخميس الفائت، مع المستشار الألماني أولاف شولتس والسفير الأميركي لدى إسرائيل توم نيديس ورئيس لجنة الكونغرس الفرعية للشرق الأوسط النائب تيد دويتش.
وغرّد نيدز بعد محادثة مع لابيد ودويتش، قائلاً: “لقد كررنا التزام الحكومة الأميركية الصارم بأمن إسرائيل في مواجهة العدوان الإيراني”.
ولطالما عارضت إسرائيل الصفقة، لكنها تخشى الآن أن تقدم أميركا تنازلات خطيرة في محاولة لإنهاء الأمر.
وبعد 16 شهرًا من المحادثات المتقطعة وغير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، مع قيام الاتحاد الأوروبي بجولات مكوكية بين الطرفين، قال المنسق في الاتحاد الأوروبي جوزيب يوريل في الثامن من هذا الشهر، إن الكتلة قد قدمت عرضًا “نهائيًا”.
وأرسلت إيران الأسبوع الماضي، رداً إلى الاتحاد الأوروبي على ما وصفته باقتراحها “النهائي” لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
ولم يتضح حتى اللحظة تفاصيل المقترح رسمياً، لكن بسحب التقارير، فإنه يشمل ضمان عدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق كما فعله ترامب سابقاً، إضافة إلى رفع العقوبات بشكل غير مباشر عن الحرس الثوري الإيراني، يقابله تنازل إيران من تطوير برنامجها النووي.