شروط متبادلة للتقارب بين دمشق وأنقرة.. فهل اقتربت عودة المعارضة لحضن الوطن؟
إدلب- نورث برس
لا يكاد أن يمر يوم دون أن يصدر من تركيا عبر مسؤوليها تصريح، تُعرب فيه عن نيتها في التطبيع والتقارب مع الحكومة السورية، وبالأمس نشرت وسائل إعلام تركية، خمس شروط متبادلة للتطبيع وفتح قنوات اتصال، فهل اقتربت عودة المعارضة لحضن الوطن؟.
ويعتقد محمود الحمزة، وهو أكاديمي وخبير سياسي، إنه، “يجب فصل التصريحات التركية الأخيرة حول ضرورة المصالحة أو التسوية مع النظام، عن علاقة المعارضة بالنظام” .
وأضاف الحمزة في تصريح خاص لنورث برس،أن “الشعب السوري قام ضد نظام الأسد، وهذا يجب أن نفصله عن علاقة تركيا بالنظام”.
“الأولوية لمصالحها”
وأشار الحمزة، إلى أن “تركيا دولة لها سيادة ولها سياستها المستقلة، ولها اعتباراتها وأجنداتها الإقليمية والدولية، وهي تنظر من باب مصلحتها”.
ويعتقد الخبير السياسي، أن ” هناك تنسيق أمني، بين تركيا ونظام الأسد ، وعلى المستوى السياسي هناك بعض التصريحات، ولكنها أولية وجزئية، أي أنه لا توجد مباحثات أو مفاوضات عميقة وجديّة للمصالحة”.
ونشرت الصحيفة التركية،” Türkiye Gazetesi”، أمس الجمعة، خمسة مطالب متبادلة بين أنقرة ودمشق لإعادة فتح قنوات الاتصال وتطبيع العلاقات بين البلدين، وقُدمت المطالب السورية، التي يتعين على أنقرة تحقيقها من أجل إعادة فتح قنوات الاتصال، منها إعادة محافظة إدلب إلى إدارة دمشق.
فيما كان على رأس المطالب التركية، تطهير الحكومة المناطق من عناصر حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب بالكامل.
والاستكمال التام لعمليات التكامل السياسي والعسكري بين المعارضة ودمشق، والعودة الآمنة للاجئين.
قال الحمزة، إن تركيا كما هو معروف همّها الأكبر كما يُصرِّح الأتراك هو “الأمن القومي التركي، وكل اهتمامهم مُركّز على إزاحة قوات سوريا الديمقراطية ( قسد)، من المنطقة الشمالية بسوريا، وإبعادهم عن الحدود”.
لكن “العلاقة مع النظام شيء آخر، فهناك ملفات كثيرة معقدة، يجب أن تُحلّ حتى تُعاد العلاقات، بين أنقرة ودمشق”.
و”هناك ملفات تتعلق بالتسوية السياسية بين النظام والمعارضة؛ مثل عودة اللاجئين، وأيضاً مسائل تتعلق بالتسوية السياسية في البلد، أي إجراء تغيير في بنية النظام” بحسب الحمزة.
واستبعد، أن يقدم “النظام تنازلات، لأنه يشعر أنه انتصر في الحرب نتيجة دعم روسيا وإيران”.
“الخاسر الأكبر”
وقال الحمزة، إن “العلاقات بين النظام وتركيا الآن، أحد أهدافها هي ضرب قسد”، بالتالي قد تكون “هناك مناورة سياسية أو دعاية، للتأثير على مجرى الأحداث في سوريا”.
لذلك “الأتراك، يُصرِّحون أن هناك نوايا وتوجّهات للمصالحة، والتطبيع بين البلدين”، ولكن “عندما أعلنت تركيا هذا التصريح، فإن شرائح من الشعب السوري في أكثر من ثلاثين مكان، أعلنت رفضها للتصريحات التركية”.
ويعتقد الحمزة أن، “الخاسر الأكبر في هذه الظروف هي قوات قسد، لأن الأميركان سوف يتخلّون عنها، وهذا واضح تماماً، والروس الآن يساومون الأتراك”.
وأضاف، “يبدو أن المفاوضات بين الطرفين، نجم عنها اتفاق مُعيّن”، لأن تركيا ” لم تَقُم بعملية عسكرية، بشرط أن تقوم روسيا بإزاحة قسد من الحدود الشمالية لسوريا”.
فالكل “يتاجر بورقة قسد، فهي الأداة التي يستخدمها الروس والأميركان، والنظام”.