القامشلي – نورث برس
كشفت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، السبت، هويات ضحايا هجوم تركي استهدف مركزاً تعليمياً يتبع للأمم المتحدة قبل يومين، أدانه التحالف الدولي وعدّه “انتهاكاً لقوانين النزاع المُسلّح”.
الهجوم ليس الأول من نوعه، إلا أنها المرة الأولى التي تُعلّق فيها واشنطن على حادثة كهذه، في وقتٍ يُحلّق فيه “الدرون التركي” بحُريّة في الأجواء السورية.
ما القصة؟
مساء الخميس، استهدفت طائرة مسيّرة مركزاً على الطريق الواصل بين مدينتي الحسكة وتل تمر، شمال شرقي سوريا.
شهود عيان نقلوا حينها، أن سيارات الإسعاف نقلت العديد من المصابين إلى مستشفيات في الحسكة، جرّاء استهدافٍ يُعتبر الأبعد عن الحدود السورية – التركية، ويتجاوز الـــــ30 كم؛ التي تُكثر أنقرة الحديث عنها.
المركز يقع في قرية شموكا، التي تقول الخرائط إنها تبعُد 50 كيلومتراً عن الحدود السورية – التركية، كخط نظر مستقيم.
صباح الجمعة، أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أن “مُسيّرة تركية قصفت مركزاً تعليمياً خاصاً للبنات تحت رعاية الأمم المتحدة، في قرية شموكا”.
والقرية لا تبعُد سوى بضعة كيلومترات عن أكبر قواعد التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والتي تضمُّ منظومات رادار وضُبّاطاً أميركيين، وعادة ما تُقلع مروحيات من القاعدة الأميركية، كما يسميها السكان.
تصعيد تركي وإدانة سورية – أميركية
الإدارة الذاتية اعتبرت الهجوم دليلاً آخر على تصعيد أنقرة للحرب عليها، وقالت في بيان لها “تركيا صعّدت من عملياتها العسكرية ضد مناطق الإدارة الذاتية، بعد اللقاءات الأخيرة التي أجراها الرئيس التركي أردوغان مع جهات إقليمية و دولية”.
الهجوم ليس الأول من نوعه، فطائرات “الدرون التركية” تتحرك بحُريّة في الأجواء السورية، وتستهدف بين الحين والآخر أهدافاً تقول أنقرة إنها “خطر على أمنها القومي”.
وكشفت إحصائية نشرها المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، أمس الجمعة، أن “خمسة أطفال من أصل سبعة مدنيين استشهدوا، وأُصيب 17 طفلاً من أصل 27 مدنياً”.
إلا أن الهجوم استدعى تعليقاً أميركياً، وهو الأول من نوعه تجاه هجومٍ تركي ضد حليفها السوري “قسد”، بالرغم من أن واشنطن لم تحدد المسؤول عن الهجوم، أو ربما تجنّبت تسميته، كما يقول السكان المحليين.
وأفادت مصادر أمنية لنورث برس، أن دورية من التحالف الدولي، تفقّدت موقع الهجوم، في وقتٍ سابق.
وقال قائد قوة المهام المشتركة – عملية العزم، ضمن التحالف الدولي ضد (داعش)، الجنرال جون برينان، في بيان، إنه في مساء يوم الثامن عشر من آب / أغسطس، أصابت طائرة مُسيّرة بدون طيّار، فتيات ناشطات في برنامج التوعية التعليمية للأمم المتحدة في الحسكة، أثناء لعبهن كرة الطائرة.
الجنرال الأميركي أدان الهجوم ودعا إلى “إنهاء الأنشطة التي تُعرِّض للخطر كل المكاسب الكبيرة في ساحة المعركة التي حققها التحالف ضد داعش”.
أشجار وكاراتيه
صباح السبت، كشفت الإدارة الذاتية هويات الضحايا جرّاء الهجوم على المركز التابع للأمم المتحدة، التي لم تُعلّق على الحادثة، حتى الآن.
والخميس، حذّر عمران ريزا، المُنسّق المقيم للأمم المتحدة ومُنسّق الشؤون الإنسانية في سوريا، من التصعيد العسكري الأخير في الشمال السوري بالطائرات المُسيّرة والذي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.
وبحسب بيان الإدارة الذاتية فإن كُلاً من “رانيا عطا، زوزان زيدان، ديلان عز الدين، ديانا علو”، فقدنَ حياتهنَّ جرّاء الهجوم.
والفتيات ممن استُبعدنَ من صفوف وحدات حماية المرأة واستُبعدنَ من الميدان العسكري، ويعمل المركز التعليمي على تأهيلهنَّ بهدف إعادة دمجهنَّ مع المجتمع، بحسب بيان لهيئة التربية في الإدارة الذاتية.
التربية كشفت أن المركز تشكَّل بموجب وثيقة رسمية بين الأمم المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية، ألزمت الأخيرة على إبعاد القاصرات من صفوفها.
ونشر الموقع الرسمي للإدارة الذاتية مقطعاً مرئياً مرافقاً للبيان، تظهر فيه إحداهُن وهي ترتدي زي لاعبي الكاراتيه، بينما تظهر أخرى وهي تزرع شجرة.