الهجمات التركية من منظور صحفيين في كوباني

كوباني – نورث برس

يقول صحفيون في مدينة كوباني، شمالي سوريا، إن القوات التركية تتعمّد استهداف المدنيين بما فيهم الأطفال والنساء من خلال ضربات مدفعية وطائرات مُسيّرة متكرّرة على المنطقة المحاذية للحدود، في محاولة مُمنهجة لتهجيرهم من المنطقة.

جاء ذلك في حديثهم لنورث برس، أعقاب الهجمات المدفعية الأخيرة التي شنّتها تركيا على مواقع متفرقة في المدينة وريفها الثلاثاء الماضي.

وأجمع الصحفيون على أن “القوات التركية تجاوزت كل القوانين الدولية واستهدفت المدنيين وغالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن وعلى أن الهدف من هجماتها المتكرّرة تهجير المدنيين تمهيداً لاحتلال المدينة”.

وهذا ما يلتمسه الصحفيون من خلال اطّلاعهم المتواصل وفقاً لمهنتهم، من سكان المنطقة الذين ينتقدون بشدة صمت المجتمع الدولي تجاه الهجوم التركي المستمر ويشددون على أن ذلك يزعزع أمن المنطقة بشكل كبير.

وقال جمعة محمد، وهو صحفي بوكالة أنباء “هاوار”، إن الهجمات التركية التي تستهدف المنطقة يُمثّل “اعتداء واضح” على الأراضي السورية وسيادتها، و”خرقاً” للقوانين الدولية.

أما سيف الدين قادر، وهو مراسل تلفزيون “كلي كورد”، ذهب إلى أبعد من الاعتداء على السيادة، وقال أن تركيا تسعى إلى “احتلال المنطقة وتحقيق تغييراً ديموغرافي كما فعلت في عفرين”.

وأضاف “قادر”، أن تركيا تقوم بذلك أمام مرمى أنظار العالم، ما يعني أنها تنتهك القوانين الدولية وعلى وجه الخصوص قوانين حماية المدنيين والأطفال في الحروب والنزاعات المسلّحة، باعتبار أن هجماتها تستهدف المدنيين بالدرجة الأولى.

 وذكر الصحفي مثالاً على ذلك حين تمّ استهداف عائلة بكامل أفرادها في قرية قره موغ، 18 كم شرقي المدينة، مطلع العام الجاري.

والهجمات التركية المتصاعدة مؤخراً تأتي في إطار سلسلة متكرّرة على طول الحدود في شمال سوريا.

وكانت قذائف تركية استهدفت في مطلع العام، قرية قره موغ، ما أدى إلى إصابة 6 أفراد من عائلة واحدة من بينهم الطفل عبدو حنيفي، البالغ من العمر أربعة أعوام والذي بُتِرت ساقه اليُمنى بسبب الهجوم.

ويؤكد الصحفي جمعة، أن الهجمات التركية أسفرت عن سقوط ضحايا من أبناء هذه المنطقة، كان من بينهم أطفال، وهذا ما يُشكل خطراً كبيراً يهدد حياة السكان في شمال شرقي سوريا.

ويبدو أن العامل الذي يدفع تركيا الى هذه التصرفات هو “رفضها لقضية الشعب الكردي”، بحسب الصحفي سيف الدين قادر، كما يُشدّد زميله جمعة، على أن “تركيا تستهدف جميع أشكال الحياة في المنطقة”.

ووصل عدد الضحايا في كوباني، منذ بدء الهجوم التركي على مدينة تل ابيض وسري كانيه، قبل ثلاثة أعوام،  إلى 98 مدنياً، منهم من فقد حياته، ومنهم من أُصيب بجروح متفاوتة ومن ضمنهم 42 طفلاً حتى الآن، وفقاً لإحصائيات غير رسمية، ذكرها الصحفي جمعة.

وصعّدت تركيا من هجماتها عبر الطائرات المُسيّرة إلى جانب القذائف المدفعية بشكل كبير، وهي تزداد “وحشية” على حدّ تعبير محمود بالي، وهو صفحي في إذاعة “صوت أميركا” في مدينة كوباني.

وأشار”بالي”، إلى أن الهجمات تطوّرت بشكلٍ ملحوظ من استهدافاتٍ فرديّة للمنازل أو السيارات عبر طائرات الدرون، إلى قصفٍ مدفعي للأحياء و المناطق المأهولة بالسكان.

وقصفت تركيا يوم الثلاثاء الماضي، مدينة كوباني ومحيطها، نحو ٣٠ ضربة بين جويّة وقصفٍ مدفعي، راح ضحيتها طفلاً في مقتبل العمر، وأُصيب أيضاً عدد من المدنيين.

ونوّه الصحفي إلى استخدام طائراتٍ حربية في هجومها،  كاستهداف مقرّ للجيش السوري شرقي الفرات، حيث قضى فيها عدداً كبيراً من عناصر الجيش.

ويأتي هذا التصعيد عقب اللقاءات التي جرت على مستوى قيادات تركيا وروسيا وايران .

وبحسب اطّلاعه المهني على ظروف سكان المنطقة، وما يدور في نفوسهم ، يقول “بالي”، إن الهجمات التركية تُروِّع السكان المحليين وتدفعهم إلى النزوح.

إعداد: سامر عثمان –  تحرير: زانا العلي