فلاحو كوباني يطالبون باستجرار مياه نهر الفرات لأراضيهم والإدارة الذاتية توضح سبب التأخير

كوباني/عين العرب- فتاح عيسى/جهاد نبو- NPA
يطالب المزارعون والفلاحون في عدة قرى من ريف كوباني/عين العرب، الإدارة الذاتية، بالعمل على تنفيذ مشروع استجرار مياه نهر الفرات إلى الأراضي الزراعية في ريفي كوباني الغربي والشرقي، إسوة بالمشاريع التي نفذتها الحكومة السورية في مناطق بريف حلب وريف الرقة قبل عدة سنوات.
ويشير المزارعون والفلاحون إلى أن مناطقهم كانت "مهمشة من قبل الحكومة السورية"، التي قامت باستجرار مياه الري لأراضي غير صالحة للزراعة وتعاني من ملوحة في التربة في ريف حلب والرقة، فيما حرمت أهالي ريف كوباني من مثل هذه المشاريع رغم أن أراضيهم ذات تربة خصبة، ويمكنها تحقيق اكتفاء ذاتي لعدة منتجات زراعية في حال وصول مياه الري إليها.

أهمية المشروع
وتعتبر التربة في منطقة كوباني غير مالحة وصالحة لزراعة جميع الأشجار المثمرة كالخوخ والكرز والمشمش والدراق, ويقوم أهالي القرى الغربية في كوباني بزراعة أشجار الفستق والزيتون, بالإضافة إلى زراعة القمح والشعير والعدس، وهي محاصيل بحاجة ماسة إلى مياه الري.
ويشير المهندس والمزارع بكر بكي من قرية بوبان غربي كوباني إلى أن مشروع استجرار المياه سيكون له فائدة وأهمية كبيرة تعود على المواطنين في تلك القرى، مطالباً بالعمل على جر مياه الري من نهر الفرات إلى السهول والجبال والوديان في ريف كوباني عبر قنوات مائية لإرواء المحاصيل الزراعية فيها.
ويؤكد بكي أن تأمين مياه الري لهذه المحاصيل سيؤدي إلى زيادة ومضاعفة الإنتاج، وبالتالي سيعود بالفائدة على المواطنين جميعاً، لافتاً إلى أن المزارعين في المنطقة كانوا يعانون خلال السنوات الماضية ومازالوا يعانون من عدم وصول مياه الري لأراضيهم, لافتاً إلى أن الحكومة لم تهتم بإيصال المشروع لمناطقهم.
ويوضح بكي أن تنفيذ مشروع استجرار مياه الري إلى المنطقة سيؤدي لدخول محاصيل جديدة إلى المنطقة، وخاصة الأشجار المثمرة مثل اللوزيات، لافتاً إلى أن زراعة اللوزيات في منطقة كوباني سيحقق الاكتفاء الذاتي لسوريا بشكل كامل.
ويعتبر إنتاج اللوزيات كبير نسبياً، وفترة إنتاجها قصيرة مقارنة مع الأشجار المثمرة الأخرى، فشجرة الفستق مثلاً تحتاج إلى عشر سنوات للوصول لمرحلة الإنتاج بينما تحتاج اللوزيات إلى أربع سنوات لإعطاء إنتاج أعظمي.
من جهته يوضح الفلاح محمود مصطفى (67 عاماً) من قرية ديهابان شرقي كوباني ، أنهم يعملون في الزراعة لكن "لا تتوفر مياه الري الكافية لسقاية الأراضي"، مطالباً بإيصال مياه الري إلى القرى الشرقية أيضاً في حال تنفيذ المشروع في الريف الغربي.
ويوجد أكثر من /5000/ هكتار من الأراضي الصالحة لزراعة الخضار والمحاصيل الاستراتيجية في قرى (ديهابان ومكتلة وشران وكوندة أوسى وتل حاجب وتيري وكورتك) والأراضي المجاورة إذا توفرت مياه الري، حيث أن هكتار الأرض المزروع بالقمح سيصل إنتاجه إلى /55/ أو /60/ كيساً، كما أن المزارعين سيتمكنون من زراعة محاصيل مثل الشوندر السكري والقطن إضافة إلى الخضار.
مصطفى يشير إلى أن أهالي القرى يعتمدون على الزراعة بشكل أساسي، ولا يوجد لديهم أي مورد مادي آخر سوى هذه الأراضي، متمنياً تنفيذ مشروع استجرار مياه الري في قرى كوباني بأقرب وقت، وخاصة أن "التربة خصبة والناس يحبون العمل في الزراعة، ولا يستفيدون من زراعة أراضيهم بعلاً"، لافتاً إلى اعتماد بعض المزارعين على مياه الآبار الجوفية التي تعتبر غير كافية في ظل نقص مادة المازوت.
ويوضح مصطفى أن الإدارة والشعب سيستفيدون معاً إذا وصلت المياه إلى هذه الأراضي، مشيراً إلى أنه في فترة سيطرة "الحكومة السورية للمنطقة، تم إيصال مياه الري إلى مدينة الطبقة وبلدة السلوك حيث أن الأراضي فيها مالحة وتصلها مياه الري، ولكن أراضي كوباني جيدة ولا تصلها مياه الري".

ميزانية المشروع
بدوره يوضح عضو المجلس الرئاسي للمجلس التنفيذي لإقليم الفرات (تقسم إداري يضم مقاطعتي كوباني وتل أبيض) محمد شاهين، أن الإدارة تعمل منذ فترة على إجراء بعض الدراسات لتقدير تكلفة المشروع والأمور الفنية، مبيناً أن المشروع يحتاج "لميزانية مرتفعة جداً، لذا تم تأجيل تنفيذ المشروع إلى حين توفر الإمكانات المادية".
وتفاوتت التكلفة التقديرية للمشروع بحسب الجهة التي قدمت الدراسة، ولكن كل الدراسات أكدت أن المشروع يكلف مئات الملايين من الدولارات.
ويشير شاهين إلى أن الإدارة قدمت المشروع لعدة جهات بينها منظمات دولية ولكن لم تتلقى الرد عليه، منوهاً أنه يعتبر "من أولويات الإدارة وهو من ضمن الخطط المستقبلية للإدارة ويتوقف تنفيذه على توفر الإمكانات المادية".