تحت أشعة شمس الصيف.. عمال سوريون يفترشون أرصفة أربيل بحثاً عن الرزق

أربيل- نورث برس

يتجمّع عشرات اللاجئين السوريين يوميّاً، في سوق “عينكاوا” للعمّال المياوية في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، ينتظرون تحت أشعة الشمس وعلى الأرصفة، والطرقات العامة، علّ أحدهم يحظى برب عملٍ يأتيه بسيارته ويطلب للتعتيل أو البناء.

ويعاني العمال السوريون في أربيل، مشقة العيش، وغلاء الأسعار، في ظل توقف الأمم المتحدة عن دعمهم، ما يجبر فئة الشباب منهم على العمل اليومي المؤقت، في أمور البناء والتعمير.

ويوجد في إقليم كردستان نحو عشرة مخيمات للاجئين السوريين منها أربعة فقط في حدود محافظة أربيل، تحوي ألوف العائلات اللاجئة جلها من مناطق شمال شرقي سوريا.

ومع تقلص المساعدات الأممية إلى حد كبير، يتوجه العديد من اللاجئين الرجال إلى أسواق أربيل بحثاً عن العمل، ما عدا من هم مقيمون أصلاً وسط المدينة ويعانون من قلة الفرص.

ويتجاوز عدد العمّال الذين ينتظرون يومياً في سوق عنكاوا (شمالي أربيل) الثمانين عاملاً، بعضهم يحظى بفرصة للعمل يومين متتاليين، وبعضهم ينتظر أسابيع دون جدوى.

ويقول عماد عيسى، وهو لاجئ سوري، مقيم في مخيم “دارشكران” إنه يومياً يقطع 38 كيلو متراً، من المخيم إلى سوق العمّال في عينكاوا، ينتظر أربعة أو خمسة أيام ليعمل يوماً واحداً.

ويشرح “عيسى” مشقة العمل قائلاً: “تأتي السيارة فنركض جميعاً صوبها، يطلب صاحب العمل عاملين أو ثلاثة، ويتحكم بأجورنا، كما أن حرارة الشمس تحرق أجسادنا، ونجبر على الوقوف في ظل درجة حرارة تتجاوز الأربعين، لساعات طويلة”.

ويحاول العمّال السوريون، تجنّب أشعة الشمس خلال فترة انتظارهم، فيضعون قبعات على رؤوسهم، وبعضهم يغلبه التعب فيستلقي على الرصيف أو في الشارع، أملاً بوصول سيارة تطلب عاملين.

ويزداد الأمر صعوبة، لدى المتقدمين في السن، الذين يتجنبهم أصحاب العمل، ويفضلون الشباب الذين هم بكامل قوتهم الجسدية.

يقول عادل خليل الرجل الخمسيني، إنه “يأتي يومياً من مخيم “كوره كوسك” إلى سوق عنيكاوا للعمّال، لكن أصحاب العمل لا يفضلونه بسبب تقدمه في السن.

ويرتبط دخل عمّال المياومة، بمهام مؤقتة يمارسونها في مجال ما يطلبه صاحب العمل، معظمها أمور متعلّقة بالبناء والتعمير ونقل أثاث المنازل وغيرها.

ويشتكي العمال من قلة أجورهم بعد عمل شاق، وعن ذلك يقول عادل قاسم: “يجب ألا يقل أجرنا عن 25 ألف دينار يومياً، لكنهم لا يعطوننا أكثر من عشرة آلاف أو خمسة عشر ألف دينار”.

ويطالب اللاجئون السوريون، المنظمات الدولية وكل الجهات المعنية، بالقدوم إلى سوق عينكاوا” للعمّال، والاطلاع على حالهم، وتقديم المساعدة لهم، أو تأمين عمل منتظم يؤمن لهم لقمة عيشهم.

ونظّم عدد من اللاجئين السوريين، نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي، احتجاجاً أمام مقر الأمم المتحدة في أربيل، للمطالبة بتحسين أحوالهم، وفي مقدمتها إعادة التوطين ودعم التعليم، وزيادة مستوى الخدمات في المخيمات.

ومضى على لجوء العائلات السورية إلى الإقليم، نحو عشر سنوات، لكنهم مازالوا إلى الآن طالبي لجوء، ولم يحصلوا على صفة لاجئ، ما حرمهم العديد من ميّزات حق اللاجئ في الإقامة الدائمة والتوظيف والتعليم.

إعداد سهى كامل- تحرير: هوزان زبير