محاصيل زراعية جنوبي الحسكة بلا سقاية بسبب المازوت
الشدادي- نورث برس
اضطر محمد الجلال (24 عاماً)، مزارع من ريف مدينة الشدادي الغربي، جنوبي الحسكة، لشراء برميل المازوت (220 ليتر) من السوق السوداء بـ260 ألف ليرة سورية، إذ أنه لم يحصل على كميات كافية من المادة من لجنة الزراعة في المدينة لسقاية محصوله.
ويقول المزارع الذي يمتلك نحو 35 دونماً مزروعة بمحصول القطن، إنه منذ شهر حصل على دفعة واحدة من المازوت وهي 20 ليتراً لكل دونم، “ولكن هذه الكمية غير كافية لري المحصول ولا سيما أنه بحاجة للري كل أسبوع بسبب ارتفاع درجات الحرارة”.
ويشتكي العديد من المزارعين في الشدادي وريفها من تأخر توزيع مخصصاتهم من مادة المازوت لسقاية محاصيلهم، ما اضطر البعض للشراء من السوق الحرة، بأضعاف السعر الذي تقدمه اللجنة لهم.
وتعرضت بعض المحاصيل كالخضراوات والذرة وجزء من محصول القطن للتلف لعدم قدرة أصحابها على شراء المازوت من السوق الحرة.
ويشير “الجلال” إلى أن محصوله بات يحتاج للري كل أسبوع أو عشرة أيام وكل رية تحتاج إلى خمسة براميل من المازوت بتكلفة تقدر بأكثر من مليون ليرة سورية.
ويلفت النظر إلى أنه بسبب السعر المرتفع للمازوت، لم يعد لديه قدرة على ري المحصول كل عشرة أيام، وبات يسقيه كل عشرين يوماً.
وتتجلى المحاصيل الزراعية الصيفية التي يعتمد عليها المزارعون في الريف الجنوبي للحسكة كمصدر رزق على القطن والخضراوات والذرة والسمسم.
وبلغت مساحة الأراضي الزراعية لمحصول القطن في الشدادي وبلدة تل الشاير التابعة لها، هذا الموسم 7800 دونم والخضراوات 2125 دونماً والذرة 2100، بحسب لجنة الزراعة في المدينة.
ويرجع مهند المطوب، الرئيس المشارك للجنة الزراعة في الشدادي، سبب عدم حصول المزارعين على الدفعة الثانية من المازوت إلى نقص الكميات الواردة إلى المدينة.

ويشير إلى أن كميات المازوت المخصصة للشدادي، تساوي الكميات المخصصة للنواحي والبلدات القريبة منها، على الرغم من أن المساحات الزراعية في الشدادي أكبر مقارنة مع النواحي الأخرى.
وحصل بعض المزارعون على الدفعة الثانية من المازوت، في حين لم يحصل آخرون سوى على الدفعة الأولى.
وكانت لجنة الشدادي قد خصصت 20 ليتراً من المازوت للرية الواحدة لمحصول القطن، والخضراوات والذرة وشجر الزيتون 15 ليتراً، بسعر 125 ليرة سورية لليتر الواحد، ومن المقرر التوزيع لخمس إلى ست ريات.
ويصل سعر ليتر المازوت في السوق السوداء إلى 1500 ليرة.
ويبدو الوضع لدى حمود السالم (42 عاماً)، وهو مزارع من ريف الشدادي، أسوء من سابقه، إذ لم تساعده قدرته المالية على تأمين المازوت من السوق الحرة، ما أدى لتلف محصوله من القطن، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما دفعه لاتخاذه مرعى لأغنامه.
ولم يحصل “السالم” الذي يمتلك 30 دونماً من محصول القطن، سوى على الدفعة الأولى من المازوت من لجنة الزراعة.
ويقول المزارع الأربعيني، منذ بدء زراعة القطن في نيسان / أبريل الماضي، يحتاج المحصول إلى أكثر من عشرة مرات ريٍّ حتى هذه اللحظة، “ولكن محصولي لم أرويه سوى خمسة مرات”.