مناورات وتهديدات وعقوبات.. أزمة تايوان تدخل أسبوعها الثالث
دمشق- نورث برس
فرضت الصين، الثلاثاء، عقوبات من بينها “حظر دخول” على سبعة مسؤولين ونواب تايوانيين اتهمتهم بأنهم “متشددون بالاستقلال”، مما أثار إدانة من الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي وهي تعيش حالة توتر دخلت أسبوعها الثالث.
وتأتي العقوبات بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان مطلع شهر آب/أغسطس الجاري، وقالت الصين إنها أرسلت إشارة خاطئة لما تعتبره قوى مؤيدة للاستقلال.
وصعدت الصين من تدريباتها العسكرية حول تايوان منذ قرابة أسبوعين، واستمرت على هذا النهج حتى قبل يوم، بعد أن زار وفد من أعضاء الكونغرس الأمريكي بقيادة السيناتور، إد ماركي، تايوان في الرابع عشر من الشهر الجاري، في رحلة تستغرق يومين.
وحذر المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان، الولايات المتحدة الأمريكية وتايبيه من أن استخدام تايوان للسيطرة على الصين هو “أمر محكوم عليه بالفشل.”
وتجدد الزيارة الأخيرة لوفد الكونغرس التوترات بين بكين وواشنطن على غرار زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي والتي أغضبت الصين، ودفعتها لإجراء تدريبات عسكرية واسعة في محيط تايوان.
وكانت بيلوسي أعلى مسؤول أميركي يزور تايوان منذ 25 عامًا، وأثارت رحلتها توتراً بين واشنطن وبكين من جهة و بين بيكن وتايبيه من جهة أخرى.
وأطلقت بكين صواريخ فوق الجزيرة وفي مضيق تايوان وأرسلت طائرات حربية وسفنًا بحرية عبر خط الوسط للممر المائي ، والذي لطالما كان حاجزًا بين الجانبين الذي انقسم وسط الحرب الأهلية في عام 1949.
وتتهم الصين الولايات المتحدة بتشجيع استقلال الجزيرة من خلال بيع الأسلحة والعلاقات بين السياسيين الأمريكيين وحكومة الجزيرة.
بينما تقول واشنطن إنها لا تدعم الاستقلال وليس لها علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان وتصر على أنه يتعين على الجانبين تسوية نزاعهما سلمياً – لكنها ملزمة قانوناً بضمان أن هذا البلد الأسيوي يمكنه الدفاع عن نفسه ضد أي هجوم.
وتعتبر الصين تايوان أرضًا لها وليست دولة منفصلة، وهذا ما ترفضه تايوان بشدة على أنها متمتعة بحكم ذاتي.
وفي خضم هذا التوتر والتصعيد، أعلنت بكين اليوم معاقبة مسؤولين تايوانيين يضافون إلى آخرين رفيعين كانت قد عاقبتهم سابقاً.
وقال مكتب شؤون تايوان في الصين إن من بين الذين عوقبوا سفير تايوان الفعلي لدى الولايات المتحدة ، هسياو بي-كيم ، والأمين العام لمجلس الأمن القومي التايواني ويلينجتون كو، وسياسيون من الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان.
وقال متحدث باسم المكتب وفقاً لوكالة “شينخوا” الصينية ، إن من يخضعون للعقوبات لن يتمكنوا من زيارة الصين وهونج كونج وماكاو. كما لن يُسمح للشركات والمستثمرين المرتبطين بهم بالربح في الصين.
وأضاف أنه “لبعض الوقت، بذل عدد قليل من العناصر الانفصالية المتشددة، بدافع من مصالحهم الخاصة، جهودًا للتواطؤ مع قوى خارجية في استفزازات تدعو إلى استقلال تايوان”.
وقال :” لقد أصبحت أنشطتهم أكثر فظاعة خلال الزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى منطقة تايوان الصينية، مما كشف طبيعتهم العنيدّة في السعي إلى استقلال تايوان.”
وسيكون للعقوبات تأثير عملي ضئيل لأن كبار المسؤولين التايوانيين قلما يزورون الصين.
والسبعة المعاقبون يضافون إلى كل من رئيس الوزراء التايواني سو تسينج تشانج ووزير الخارجية جوزيف وو، ورئيسة البرلمان يو سي كون، وهم الذين عوقبوا سابقاً قبل الصين.