أمراض وأوبئة تعاني منها أحياء في القامشلي بسبب “خانات” الحيوانات

القامشلي-إبراهيم إبراهيمي- NPA
يعاني أهالي أحياء المدخل الشرقي لمدينة القامشلي كحي جمعايا وجودي وقرية قسركا غيا (أم الفرسان)  وكري رش من الروائح الكريهة الناتجة من خانات تربية الخراف والعجول المتواجدة هناك، حيث أطنان من نفايات الحيوانات مجمّعة على شكل تلال ما بين المنازل السكنية.
أهالي هذه الأحياء قاموا بتقديم شكوى إلى إدارة ناحية مدينة القامشلي التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا, لإيجاد حل لهذه الروائح حيث أطنان من نفايات الحيوانات مجمّعة، والتي أصبحت تشكل حاضنة خصبة لإنتاج الذُباب والحشرات الضارة, حسب ما جاء في ورقة الشكوى المقدمة من عشرة كومينات (مجموعة لجان مكونة من أهالي الحي تدير أمورها بنفسها).
"1500توقيع"
يوضح سليمان جعفر حسين ( 50عاماً) رئيس كومين حي جمعايا لـ"نورث برس" أنهم جمعوا 1500// توقيع من عشرة  كومينات وتم تسليمها إلى إدارة الناحية قائلاً "وعدتنا الناحية بدراسة الوضع ونقل الخانات."
انتشار الذُباب
ويشتكي سكان هذه الأحياء من ارتفاع نسبة الأمراض نتيجة كثرة الذُباب الناقل للأمراض وتكاثر الحشرات الضارة.
ويطالب خضر محمود العلي (62عاماً) وهو من سكان حي جمعايا، إدارة الناحية بتنظيف الحي من الأوساخ وتمديد مجرور؛ "لأننا نعيش بين الذُباب والروائح ونحن متضررين كثيراً".
ويبيّن مصطفى عبدي سليمان (28عاما) من الحي نفسه أن أصحاب الخانات لا يسكنون في الأحياء التي تتواجد فيها خاناتهم, مشيراً إلى أن أغلبهم ليسوا من سكان المنطقة, إنما من حلب
ومنبج, منوهاً أنهم يعانون كثيراً من الأوساخ وانتشار الذباب والأمراض في الحي
وورد في ورقة الشكوى المقدمة من 1500// شخص لناحية القامشلي, بأنّ" الأمراض انتشرت بكثرة بين أبناء المنطقة, وخاصة بين الأطفال الذين يصابون بشكل مستمر بأمراض التنفّس والرئة والتهاب الأمعاء, وأخيراً اللشمانيا؛ نتيجة التلوّث البيئي الكبير الذي يحيط بنا." 
وبهذا الصدد يقول الحاج عبد السلام(66 عاماً) من حي جمعايا "لم يعد هناك مقومات الحياة في حيّنا, نحن /20 /ألف نسمة تقريباً معرّضون للموت, أيعقل أن نكون كلنا ضحايا الخانات؟".
وعود
تتوسع جغرافية الخانات بين المنازل السكنية وعلى حسابها باستمرار, فيقول الأهالي في ورقة الشكوى المقدمة للناحية بأنه "تمّ بإذن من بلدية القامشلي افتتاح سوق المواشي, ومسلخ في نفس منطقتنا".
وتوضح هيئة الإدارة المحليّة والبيئة في إقليم الجزيرة ( تقسيم إداري يضم مقاطعتي القامشلي والحسكة) لـ"نورث برس" بأنهم  يبحثون منذ سنتين عن الحل, وهي الآن بصدد المباشرة بحل المشكلة.
وفي هذا السياق تقول سما بكداش، الرئيسة المشاركة لهيئة الإدارة المحليّة والبيئة في إقليم الجزيرة، بأنهم "بصدد خطوات جدّية لحل هذه المشكلة, وتمّ إيجاد أرض بمساحة حوالي 35/ /دنم, لتخصيصها ونقل الخانات", مشيرة إلى أن المشروع سوف يستمر من سنة لسنتين حتى يتم نقل الخانات بشكل كامل.
وبُنيت هذه الخانات في سبعينيات القرن الماضي؛ أي منذ قرابة نصف قرن, ويبلغ عدد الخانات بحسب هيئة البلديات والبيئة "أكثر من 500/ / خان" منتشرين في أحياء المدخل الشرقي لمدينة القامشلي, وأكثر مالكي الخانات لا يستثمرون خاناتهم, إنما يتم استئجارها للغير, ولا يسكن من أصحاب الخانات في الأحياء المذكورة سوى 17// مالك فقط.
ويطالب سكان الأحياء المذكورة في ورقة الشكوة المقدّمة لناحية مدينة القامشلي "بترحيل الخانات وتنظيف هذه التجمعات وتحويلها إلى مكان لمشاريع مُنتجة, نظيفة, وصديقة للبيئة."