خطوات متسارعة في ملف إعادة النازحين السوريين من لبنان

دمشق – نورث برس

تتسع قنوات الاتصال بين الجانبين السوري واللبناني حول “إعادة اللاجئين السوريين” إلى بلدهم، فيما تبدي دمشق استعدادها لحل هذا الملف رغم معارضة الأمم المتحدة التي ترى أن العائدين قد يتعرضون لخطر في بلدهم الذي لا يزال غير آمن.

وبحث وزير الإدارة المحلية والبيئة في الحكومة السورية، حسين مخلوف، مع وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عصام شرف الدين، خلال لقاء لهما في دمشق أمس الاثنين، ملف إعادة اللاجئين إلى ديارهم والإجراءات المتخذة من الجانب السوري لتوفير عودة وسريعة لهم وفق جداول زمنية محددة من الجانبين.

وزادت التحركات اللبنانية بالفعل بخصوص تفعيل عملية عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، ولا سيما بعد الضغوط التي يتعرض لها لبنان على صعيد الأزمة المعيشية.

وتحمّل الأطراف اللبنانية الكم الهائل للاجئين السوريين في لبنان كأحد عوامل تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية والمعيشية في ظل الصراع المستمر على مقومات العيش من خبز ودواء ومحروقات في البلاد.

ونفلت صحيفة الوطن السورية شبه الرسمية، عن الوزير اللبناني قوله إنه سمع كلاماً إيجابياً  من مفوضية شؤون اللاجئين وكل الهيئات والمنظمات الأممية.

وتصاعدت مطالبات لبنان خلال الأشهر الأخيرة بإعادة السوريين إلى بلدهم.

لكن تلك الدعوات لم تلق القبول حتى اللحظة، حيث تعتبر وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وأوروبا والولايات المتحدة والعديد من الجماعات الحقوقية أن سوريا ليست آمنة بعد، عقب أكثر من عقد من الحرب المدمرة.

وجاء حديث الوزير اللبناني، فيما يبدو أن تصعيد بيروت بملف النازحين سيبقى دون نتيجة طالما لا يوجد قرار دولي بإعادتهم إلى ديارهم.

ومن المتوقع حصول زيارات لاحقة متبادلة بين المسؤولين اللبنانيين والسوريين لإعداد خطوات إنجاز أول مشروع بعد الانتهاء من الإحصائيات اللازمة لتأمين عودة السوريين لجميع المناطق السوري.

وثمة شبه توافق بين البلدين بخصوص الخطة التي طرحها الجانب اللبناني المتضمنة عودة 15 ألف سوري شهرياً.

والأسبوع الفائت، حمل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب، أوروبا وعوامل اقتصادية، مسؤولية عدم عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم “رغم التسهيلات التي قدمتها دمشق”.

وقال في حوار مع صحيفة الأنباء الكويتية أن دول أوربا تشعر بالقلق من أن عودة اللاجئين إلى سوريا ستشجع ذهابهم إلى أوروبا، لذا فهي مستعدة لمساعدتهم على ان يبقوا في لبنان لا أن يهاجروا إلى أوروبا.

وبحسب الوزير اللبناني فأن منح اللاجئين المساعدات وهم على أراضيهم أفضل من بقائهم في لبنان.

وتتخوف الدول الأوربية بالفعل من زيادة عدد المهاجرين إليها وخاصة بعد أن غرقت بالنازحين الأوكرانيين جراء الحرب الدائرة بين كييف وموسكو منذ 24 شباط/فبراير الماضي.

والرؤية اللبنانية تقول إنها لم تعد قادرة على استضافة أكثر من مليون لاجئ سوري، وتصر على البدء في ترحيلهم، حيث يبلغ تعداد سكانه الكلي خمسة ملايين نسمة.

وفي لقاء جمعه مع شرف الدين، قال وزير الداخلية في الحكومة السورية محمد الرحمون إنه قدم جميع التسهيلات اللازمة لتأمين عودة اللاجئين إلى مناطقهم حيث سمحت بدخولهم بموجب جوازات سفر سورية حتى وإن كانت منتهية أو أي وثيقة تثبت أنهم مواطنون سوريون ومعالجة أوضاعهم في المراكز الحدودية بشكل فوري دون تكليفهم المراجعة.

وقال أن وزارته تسمح بدخول الأطفال المولودين خارج سوريا برفقة ذويهم بموجب شهادة ميلاد مصدقة.

وفي مطلع شهر تموز/ يوليو الفائت، أعلن الوزير شرف الدين عن مضمون لقاء مع المدير الإقليمي لمفوضية اللاجئين للأمم المتحدة حول قضية عودة النازحين السوريين.

وكشف الوزير اللبناني وقتها عن مقترح لبناني يتضمن وقف المساعدات عن كل دفعة لاجئين وعددهم 15 ألف شهرياً باعتبار أن “دفع المساعدات لهم وهم على الأراضي اللبنانية يشكل حافزاً لهم للبقاء في لبنان”.

إعداد وتحرير: هوزان زبير