بلدات قريبة من تل رفعت يخشى سكانها تهديدات لا يعلمون متى تبدأ شرارتها

حلب- نورث برس

يستعد عبد الغني شحادة (44 عاماً)، وهو مهندس زراعي من بلدة نبل بريف حلب الشمالي للانتقال إلى العاصمة دمشق برفقة عائلته بقصد الاستقرار فيها.

الرجل الأربعيني لم يعد يشعر بالاستقرار في منزله الواقع شمال نبل، بعد التصعيد العسكري التركي الأخير على القرى القريبة من نبل والتهديدات المستمرة بتنفيذ عمل عسكري يطال مناطق واسعة من ريف حلب الشمالي ومنها تل رفعت.

تهديدات لا يدري المهندس ولا غيره من السكان متى تبدأ شرارتها وتطالهم نيرانها.

وتشهد قرى بريف حلب الشمالي وأخرى تابعة لناحية شيراوا جنوبي عفرين، غير خاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، قصفاً مكثفاً منذ أسابيع، يطال منازل السكان ويسبب أضراراً بشرية ومادية.

والاثنين الماضي، قصفت القوات التركية والفصائل، مدرسة قرية أبين التابعة لناحية شيراوا، وتسبب بوقوع أضرار مادية.

وقبلها بيوم، قصفت المدفعية التركية، قرى تل المضيق وتل زويان والشعالة وتل العنب وسد الشهباء، بأكثر من 15 قذيفة، وفق مصدر عسكري لنورث برس.

يقول “شحادة” إنه اختار دمشق ليبعد قدر الإمكان عن أي حرب قد تنشب في المنطقة، حيث استأجر منزلاً ينوي بعد أيام قليلة الانتقال إليه.

يضيف المهندس متحسراً على ترك منزله الذي كبر فيه، “يكيفنا الرعب الذي نعيشه بشكل شبه يومي من القصف العنيف الذي تنفذه القوات التركية المتمركزة على بعد كيلومترات عن منزلي”.

وغالباً ما يطال القصف المنازل والمناطق السكنية في قرى عقيبة والزيارة وصوغانكة وبرج القاص وغيرها وهي قريبة من بلدتي نبل والزهراء ذاتا الغالبية الشيعية.

ولم يستبعد رضا العلي (36 عاماً) وهو اسم مستعار لقيادي في قوات الدفاع المحلي بنبل(قوات تعمل مع إيران) احتمالية شن تركيا “لعدوان” على المنطقة بأي لحظة.

ويضيف: “الحشود من طرف تركيا كبيرة وتنذر بالحرب والتصريحات السياسية التي يطلقها ساسة أنقرة نأخذها على محمل الجد ونعتبرها بمثابة إعلان للحرب”.

وبينما كان المحامي عبد الله بنود، من سكان بلدة دير جمال القريبة من تل رفعت يتحدث عن مخاوفه من أن يكون منزله هدفاً مباشراً لقذيفة أو صاروخ تركي، كان صوت سقوط القذائف يدوي في القرى المجاورة.

ويشير المحامي إلى  حالة عدم الاستقرار والترقب  التي يعيشها سكان بلدته كما القرى والبلدة المجاورة لها، “ننام على أصوات القذائف ونستيقظ على دوي المدافع”.

وتعيش هذه المناطق حالة حرب غير معلنة، حيث تشهد المنطقة حالة من الشلل من كل النواحي  خاصة زراعياً وتجارياً وحتى صناعياً، فالجميع يترقب بقلق ما ستؤول إليه الأوضاع خلال الأيام القادمة.

ويملك “بنود” أرضاً بمساحة 20 هكتار ولا يعلم فيما إذا كان سيتاح له زراعتها واستثمارها أو أنها ستصبح ضمن ساحة المعركة نظراً لقربها من خطوط التماس.

ويجد الرجل نفسه في حيرة من أمره، فلا يملك منزلاً آخر لينتقل من المنطقة، ولا القدرة المالية على الاستئجار، “لا ندري ماذا نفعل ولا إلى أين نلجأ؟”.

إعداد: جورج سعادة- تحرير: سوزدار محمد