السويداء – NPA
يعتري الاستياء وجوه الفلاحين والمزارعين في السويداء، جنوبي سوريا، وسط عدم تفاؤل من تغطية إنتاج موسم التفاح لديهم هذا العام، تكاليف الإنتاج، بعدما سجلت الأسعار قفزة جديدة، في وقت سجّل المحصول تراجعاً كبيراً من حيث الكمية، مقارنة بمحصول العام الفائت.
المحافظة تحوي /3/ ملايين و/306/ شجرة، بواقع /2/ مليون و/586/ ألف شجرة مثمرة منها، ويتركز غالبيتها في مناطق ظهر الجبل وعرمان وسالة ومفعلة وقنوات ومياماس ونمرة شهبا، وتشكل المساحة المزروعة في المحافظة نحو /15719/ هكتار زراعي
وقال أبو بشار حجلي، في حديث لـ"نورث برس" أنه يملك "نحو /10/ دونمات مزروعة بشجر التفاح، ويقدر حملها هذا الموسم بنحو 25% مقارنة بالموسم الماضي".
وأضاف أن "في هذا الموسم شهدت تكاليف الإنتاج ارتفاعات كبيرة، فساعة العزاقة لفلاحة الأرض، ارتفعت من /1200/ ل. س إلى /2500/ ل.س، وأجرة صهريج الرش من /3500/ إلى /6/ آلاف، وهناك من يتقاضى أكثر من ذلك."
كما أردف "ارتفعت أسعار مختلف المبيدات الحشرية، أمثال الكبريت والذواب ودبسدل دي وغيرها، فاللتر الذي كان بألفي ليرة أصبح بخمسة آلاف ليرة، والذي كان بأربعة آلاف ليرة أصبح بتسعة آلاف ليرة".
ولفت إلى أن "المشكلة الأكبر أن تلك المبيات ليس فعالة "كنت أرشّ الشجر كل /20/ يوماً، حالياً أنا أقوم برشه كل /15/ أو /17/ يوماً على الأكثر، وهذا سيزيد من التكاليف بكل تأكيد."
من جانبه، قال المزارع محمد نوفل "زرعت بستان التفاح قبل 25 عاماً، ومنذ بدأ ينتج لم أشعر ولو في عام واحد أني مرتاح، وكل عام أقول لنفسي عله العام القادم يكون أفضل، فمن ناحية تكاليف الانتاج ترتفع عاماً بعد آخر، وكذلك تزداد صعوبة التسويق."
وأضاف "ما سأدفعه على الموسم الحالي، لن أستطيع تغطيته، والمضحك المبكي أن العام الفائت كان لدينا موسم جيد جداً، لكننا عجزنا عن تسويقه، فبعناه بأسعار متدنية، وهناك في السويداء من رمى ما تبقى من محصوله في الأرض، لو كان الموسم الماضي قد سوِّق بشكل جيد، كنا استطعنا تغطية تكاليف الموسم الحالي."
وبين نوفل أنه يدرس اقتلاع شجر التفاح بشكل جدي، واستبداله بشجيرات الكرمة أو أشجار اللوزيات، فتسويقها أسهل ورعايتها أقل.
وأشار كذلك إلى أن "إحدى أهم المشكلات التي واجهت التسويق العام الفائت، هي موضوع ارتفاع السمية، وبالرغم من المطالبة بالعمل على تفعيل المكافحة الحيوية إلا أن لا أحد يستجيب لنا."
وأعاد بعض التجار في السويداء ارتفاع أسعار المبيدات الحشرية، إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية، متحفظين على الخوض بتفاصيل أكثر.
فيما كانت مديرية الزراعة بالسويداء قدرت إجمالي إنتاج المحافظة من محصول التفاح للموسم الحالي بنحو /21/ ألفاً و/259/ طناً.
وأعاد مدير الزراعة بالسويداء المهندس أيهم حامد، في تصريح صحفي، انخفاض الإنتاج عن الموسم الماضي إلى ظروف بيئية تتمثل بإجهادات الأشجار في السنوات الماضية نتيجة قلة الهطولات المطرية ووجود ظاهرة المعاومة (ظاهرة حمل محصول جيد في عام ومحصول متدن في العام الآخر).
وأشار أيضاً إلى أن انتشار البذور الكثيرة في الصنف الأصفر العام الماضي، والتي تفرز هرمونات تؤثر في تمايز البراعم الزهرية في العام الذي يليه، مؤكداً أنه رغم قلة الإنتاج خلال الموسم الحالي إلا أنه يجب على المزارعين تقديم الخدمات المطلوبة للأشجار حفاظاً على بساتينهم للمواسم المقبلة.
يشار إلى محافظة السويداء كانت أنتجت العام الفائت، من التفاح /79289/ طناً، في الوقت الذي كان إنتاج المحافظة من المحصول ذاته في العام 2017 يعادل أقل من نصف الإنتاج، والذي قدر بـ/33363/ طناً، فيما تستمر معاناة الفلاحين مع كل ارتفاع بالعملات الصعبة التي لم تتمكن الحكومة السورية من ضبطها طوال السنوات الثماني الأخيرة.