بورصة تحويل الأغراض من وإلى القاهرة ودمشق تثير لغطاً بأوساط السوريين

القاهرة- محمد أبوزيد- NPA
"مراحب عائلتي، ممكن حدن طالع من الشام للقاهرة بها اليومين نبعت معو وراق ضروري".. "السلام عليكم أنا نازلة على الشام، ياللي بدو يبعت أوراق بمقابل مادي بسيط يحكي معي هلق على الخاص".. "معي أغراض بدي يكونوا بدمشق خلال أسبوع.. من يقدر يساعدني؟".. نماذج من منشورات مختلفة منتشرة عبر "السوشيال ميديا" في إطار العرض والطلب، فيما يتعلق بتوصيل الأغراض المختلفة من وإلى مصر وسوريا.
بين مؤيدٍ ومعارض لذلك الأمر، ثمة عمل من نوع خاص ينتشر بين أوساط السوريين في مصر، مرتبط بتحويل الأموال وتوصيل الأغراض المختلفة (أمانات وأموال ومستندات وأوراق وجوازات سفر وشهادات ووثائق وغير ذلك) من وإلى سوريا، سواء عبر وسطاء أو بصورة مباشرة خلال تنقلات بعض الأشخاص بين البلدين، نظير مبلغ مالي متفاوت، بخاصة فيما يتعلق بتوصيل جوازات السفر لتجديدها.
وعبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لاسيما بالمجموعات المغلقة الخاصة بالسوريين في مصر بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، ثمة منشورات شبه يومية عن تطوع أفراد لتقديم خدمات نقل الأغراض والأمانات من وإلى سوريا، بعضهم يقدم خدماته بمقابل مادي كبير والبعض الآخر القليل بمقابل أقل، أو بشكل تطوعي (في بعض الأحيان والحالات)؛ خدمة لأقرانه من السوريين.
تحت اسم مستعار "الملكة رانيا" كتبت عبر مجموعة تضم كثيراً من السوريين في مصر، إنها بصدد السفر إلى سوريا قريباً، وطلبت ممن يريد توصيل أوراق خاصة أو جوازات سفر وخلافه أن يُراسلها للاتفاق على أن تقوم هي بمهمة توصيلها لأقرانه في سوريا، نظير مبلغ مالي وصفته بـ "البسيط".
"والله صارت تجارة، ما بقى حدا عمل شي لله، لا حول ولا قوة إلا بالله.. قال مبلغ بسيط! مالك حق 300 جنيه مبلغ بسيط؟!"، هكذا علق الناشط باسم أسمر على تلك التدوينة، كجانب من تعليقات أخرى عبّر أصحابها عن استيائهم من تقديم خدمات إنسانية كتلك بمقابل مادي، بينما آخرون أيدوا الأمر ولم يبدوا غضاضة فيه.
بورصة متفاوتة الأسعار
عمل تحويل الأغراض أو قضاء خدمة معينة في سوريا تحوّل إلى بورصة متفاوتة الأسعار نظير كل خدمة وعلى حسب المكان الذي يتم توصيل الأغراض إليه أو قضاء الخدمة فيه داخل سوريا من قبل السوريين الذاهبين إليها من مصر، وهو ما تؤكده منال محمد وهي سورية من ريف دمشق، تعيش بالقاهرة منذ سنوات.
روت منال تجربتها مع أصحاب ذلك البيزنس، وقالت إنها كانت تسعى لإيصال ملفات مُهمة، عبارة عن عدد محدود من الأوراق المُهمة، لأقاربها داخل سوريا، فطلب منها الوسيط الذي سيقوم بعملية التوصيل مبلغ مالي 500 جنيه مصري (الدولار بـ 16.5 جنيه تقريباً) على كل ورقة واحدة داخل الملف!"، واصفة من يقوم ذلك بـ "الطمع والجشع"، بخاصة أن الأوراق لا تزن شيئاً، ويُمكن أن يقدم تلك الخدمة بشكل تطوعي أو بمقابل أقل من ذلك.
لكنّ (ض.م) سوري من ريف دمشق مقيم في مصر، يرى أنه لا غضاضة في ذلك الأمر، فثمة شخص يقدم خدمات بعينها، يطلب عليها مقابل مادي، فمن يرغب يطلب منه المساعدة بالاتفاق على المقابل، لاسيما أن هناك كثيرين يريدون إرسال مستندات وأغراض إلى سوريا، لافتاً إلى أنه يُساعد في استقبال وإرسال تحويلات مالية من وإلى سوريا ومصر بمقابل (نسبة عمولة) ضئيلة مقارنة بالشركات الأخرى، وذلك من خلال "تعاملات خاصة" مع تجار ومستثمرين بين مصر وسوريا.
وقال إن هناك شركات رسمية مختصة في شحن الأمتعة وتحويل الأغراض بين مصر وسوريا وعبر مطار القاهرة الدولي، تقدم تلك الشركات خدماتها للسوريين في القاهرة، وذلك خلال أيام قليلة وبمقابل مادي أيضاً (ذكر أسماء عدد من الشركات)، وبخلاف تلك الشركات يقوم أفراد باستغلال سفرهم إلى سوريا في توصيل بعض تلك الأغراض لآخرين بأسعار أقل، وبالتالي هي خدمة يقدمونها، واستفادة متبادلة بعيداً عن الشركات.
ما بين نظرة البعض لحتمية أن تكون تلك الخدمات كنوعٍ من الخدمة الإنسانية دون مقابل، لاسيما أن كثيرين لا يمتلكون ثمن التعامل مع شركات شحن، يرى آخرون أن الخدمات التي يقدمها الأفراد تُقدم بأسعار زهيدة جداً مقارنة بالشركات، وبالتالي تظل مقبولة في هذا الإطار.