مظلوم عبدي: هناك إجماع على رفض العملية العسكرية التركية شمال سوريا
القامشلي – نورث برس
قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي، إن هناك إجماع على رفض العملية العسكرية التركية المحتملة شمال سوريا، ملفتاً أنهم يعملون مع جميع الأطراف المعنية بالملف السوري لمنع أي صدام.
وتحدث “عبدي” في مقابلة مع قناة “الحرة” عن جملة من القضايا المتعلقة بالشأن السوري، أبرزها التهديدات التركية بشن عملية جديدة شمال سوريا وتداعياتها على المنطقة.
ونفى “عبدي” تنفيذ أي عمليات عسكرية من قبل قواتهم ضد تركيا، باستثناء بعض العمليات دفاعاً عن المنطقة، مشيراً إلى أن الأخيرة تتحجج بهذه الادعاءات لتنفيذ أهداف سياسية.
ولفت إلى أن تركيا تقوم بعمليات تغيير ديموغرافي في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمال سوريا مضيفاً “الهدف الأساسي للأتراك هو العداء للقضية الكردية بشكل عام، وتريد القضاء على القضية الكُردية في سوريا, بقية الاتهامات هي حجج”.
وشدد على أن الادعاءات التركية في إطار المسائل الإنسانية وإعادة اللاجئين السوريين، غير صحيحة، بل هدفها سياسي يستهدف كل سوريا والشعب الكردي وجميع أطياف سكان المنطقة.
وعلق على المشروع التركي الرامي إلى توطين أكثر من مليون لاجئ في الشمال السوري، بالقول: “هم (تركيا) يريدون إعادتهم لتوطينهم مكان السكان الأصليين.. أي سيتم تهجير السكان المحليين وتوطين آخرين في مكانهم، هذا سيحدث فتنة بين مكونات سوريا”.
وأشار إلى أن مشروع توطين اللاجئين يهدف لخلق فتنة بين مكونات المنطقة، وهذا ما لن تسمح به قوات سوريا الديمقراطية وتحشد الإمكانات لإفشاله.
القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، قال إنهم على تواصل مستمر مع الولايات المتحدة الأميركية والتحالف الدولي بشأن التهديدات التركية، مشيراً إلى أن الموقف “أقوى وهو موقف إيجابي”.
وأضاف “كامل المؤسسات الأمريكية أبدت معارضتها للعملية العسكري التركية، وقيل لنا إنه في الاجتماع الأخير بين الرئيس بايدن والرئيس التركي الذي انعقد في مدريد هناك أيضا أبدت أمريكا موقفا واضحاً من العملية”.
وأبدى “عبدي” ارتياحه حيال مواقف جميع القوى، مشدداً على أنها ليست على مستوى تطلعاتهم وخاصة الموقف الأميركي، لان التهديدات مستمرة.
وعن موقف حكومة دمشق قال عبدي: “نحن ننظر إلى التهديدات التركية من زاوية أنها تستهدف الأراضي السورية وتضع سيادة سوريا في خطر وإن تحققت هذه التهديدات وتم احتلال هذه المناطق، الفصائل السورية الموالية لتركيا والمرتزقة المرتبطين بالائتلاف الوطني السوري سوف يزدادون قوة في وجه النظام السوري”.
وبيّن “عبدي” أن حكومة دمشق وحليفتها روسيا ضد التهديدات التركية، غير أنه من جهة أخرى يحاول “النظام السوري أن يستفيد من التهديدات الحالية كما فعل سابقاً وحالياً يعملون الشيء نفسه.. بالتأكيد هم سيحاولون الاستفادة منه والعودة إلى هذه المناطق والسيطرة عليها”.
ورأى “عبدي” أن مستوى التهديدات دفعهم إلى نقاط مشتركة مع حكومة دمشق وعليها تم السماح لهم نشر قوات على الشريط الحدودي.
وعن خيارات قوات “قسد” في حال نفذت تركيا تهديداتها قال عبدي: “نعمل حاليا كي يصبح صد الهجوم مسؤولية كامل سوريا.. الدولة السورية يجب أن تكون في هذه الحرب وتحمي هذه الأرض وهذه الحرب لكل السوريين ضد احتلال الدولة التركية وإن بقينا لوحدنا سنقف ضد هذه الهجوم مرة أخرى”.
وحذر “عبدي” من تداعيات أي غزو تركي جديد شمال سوريا على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، داعياً الجهات المعنية إلى التدخل لمنعها.
وأشار إلى أن أي عملي عسكري سيفاقم أزمة النزوح إلى جانب الأزمة الموجود حالياً، وسيؤدي إلى حصول “فاجعة إنسانة” وعمليات تغيير ديموغرافية ، فضلاً عن تأثيرها المباشر على جهود محاربة تنظيم “داعش”.
وقال قائد “قسد”: “باختصار لن يكون بوسعنا القتال على جبهتين في آن واحد.. سنركز على جبهة واحدة بشكل طبيعي سينصب تركيزنا على الجبهة الشمالية لحماية المنطقة من الهجمات التركية و ستنخفض عملياتنا ضد خلايا داعش”.
ولفّت، إلى أن مناطق سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها باتت مناطق آمنة بالنسبة لخلايا التنظيم، في إشارة إلى عمليات عدة نفذت ضد قادة التنظيم في مناطق سيطرة تركيا.
وكشف “عبدي” عن أن تنظيم “داعش” ووفق لمعلومات وصلتهم، يحضر نفسه لشن هجمات على سجون داعش في المنطقة ومخيم الهول وحتى في ريف دير الزور، في حال تمت إتاحة الفرصة له، وهذا ممكن في حال حصلت فوضى في المنطقة.