بعد 10 سنوات من المعاناة.. آن الأوان لسوريا أن تطلق سراح أوستن تايس

في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، حول الصحفي الأميركي المختطف في سوريا، جاء فيه: بعد عقد من الزمن، كان من المشجع أن نرى التأكيد الواثق للرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الأربعاء الماضي، “بشأن زميلنا المختطف الصحفي أوستن تايس”. وقال السيد بايدن عن تايس الذي اعتقل وأخفي قسراً منذ 10 سنوات في نهاية هذا الأسبوع أثناء موجز عن الحرب الأهلية السورية: “نحن نعلم يقيناً أنه محتجز لدى النظام السوري”. لكنه لم يذكر متى وكيف علم بذلك، فسوريا لم تعترف باحتجازه.

على أي حال، إذا كان السيد “تايس” محتجزاً من قبل سوريا، “فهذا يعني أنه لا زال على قيد الحياة وأن هناك احتمال للتفاوض على إطلاق سراحه مع حكومة، حتى لو كانت وحشية مثل النظام بقيادة بشار الأسد، في مقابل جماعة مسلحة غير معروفة الجهة. نشاطر السيد بايدن التزامه بتركيز الانتباه على السيد تايس”، حيث قال: “وضع الحقيقة نصب عينيه وسافر إلى سوريا ليُظهر للعالم الثمن الحقيقي للحرب”.

كان السيد تايس، الذي كان نقيباً سابقاً في مشاة البحرية، يكتب لصحيفتي “بوست” و”ماكلاتشي”. كان يخطط لمغادرة سوريا إلى لبنان في 14 آب/أغسطس 2012. استقل سيارة أجرة لكنه لم يصل إلى الحدود قط. بعد خمسة أسابيع، ظهر من خلال مقطع فيديو وهو محتجز من قبل مجموعة مجهولة مسلحة. حمل الفيديو حينها عنوان “أوستن تايس على قيد الحياة”. لكن لم يعلن أحد قط مسؤوليته عن احتجازه كرهينة ولم تتم المطالبة بالإفراج عنه.

على مدى عقد طويل من الزمن الذي استمر به هذا الكابوس، كان والدا السيد تايس، ديبرا ومارك تايس، دؤوبين في مسألة الضغط من أجل إطلاق سراحه، بما في ذلك محاولة شجاعة ولكن غير مثمرة في نهاية المطاف من قبل والدته للتواصل مع المسؤولين السوريين في دمشق. بعث الرئيس دونالد ترامب في آذار/ مارس 2020 برسالة إلى الحكومة السورية يقترح فيها “حواراً مباشراً” حول القضية. وتم إرسال اثنين من الدبلوماسيين الأميركيين إلى سوريا في آب/ أغسطس في محاولة من قبل السيد ترامب للحصول على بعض الزخم لكن لا شيء نجح حتى الآن.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز العام الماضي، أنه خلال إدارة أوباما حصلت وكالة المخابرات المركزية على وثيقة سورية تشير إلى أن حكومتها كانت تحتجز السيد تايس. وتم وصف تلك الوثيقة بأنها نوع من الوثائق القضائية، لربما أظهرت رقم السجين وقد يكون هذا هو السبب وراء يقين السيد بايدن.

يجب على السيد بايدن أن يطلب مباشرة من الزعيم السوري إثبات أن السيد “تايس” على قيد الحياة، لأن الصمت بات سيد الموقف منذ فترة طويلة جداً، فإذا كان الدليل على الحياة وشيكاً، فسيكون من الأنسب البدء ببعض الاتصالات الأميركية رفيعة المستوى مع دمشق حول هذه القضية، لقد فتح السيد ترامب الباب بالفعل لذلك، ويمكن للسيد بايدن أن يؤكد من جديد أنه منخرط شخصياً. عموماً، إن تقديم تنازلات للرهائن يشجع فقط المزيد من هذا السلوك الهمجي. لكن بعد سنوات عديدة، لم يكن من المؤلم إجراء مناقشة مع المسؤولين السوريين، والسؤال: ما الذي سيكسبونه من خلال احتجاز السيد “تايس” ليوم آخر؟ صحفي وغير مقاتل. وتبعاً لأسس إنسانية بحتة، حان الوقت لكي يخرج حراً.

ترجمة سام جونيه


المصدر : صحيفة واشنطن بوست الأميركية