ردود فعل دولية وأصابع اتهام موجهة إلى فتاوى إيرانية في قضية سلمان رشدي

أربيل- نورث برس

أثارت قضية محاولة اغتيال الكاتب سلمان رشدي، ردود فعل دولية، في حين تستمر التحقيقات مع منفذها الأميركي من أصول لبنانية مع إبقاء العلاقة بينه وبين الفتوى الإيرانية بعين الاعتبار.

وتم إزالة جهاز التنفس الصناعي، عن أنف الكاتب الهندي الشهير سلمان رشدي، وتمكن من التحدث فجر الأحد، بعد تعرضه لطعنات خطيرة، بينما كان يستعد لإلقاء محاضرة في قاعة معهد تشوتاكوا بمدينة نيويورك الجمعة الفائت.

سلمان رشدي، المهدور دمه بفتوى إيرانية، بقي في المستشفى مصابًا بجروح خطيرة، إثر عملية الطعن في محاولة اغتيال “مخطط لها” وفق المدعي العام.

ومنفذ الطعن يُدعى “هادي مطر” ( 24 عامًا)، أميركي من أصول لبنانية بحسب تقارير صحفية، وقد مثل أمام المحكمة أمس بيدين مكبلتين وكمامة يخفي وجهه، ومعه محامٍ يدافع عنه.

وقالت شرطة ولاية نيويورك، السبت، إن المتهم سيحاكم بتهمة الشروع في القتل من الدرجة الثانية.

ويُعرف رشدي، وهو مواطن هندي من أبوين مسلمين غير متشددين، يعيش في بريطانيا والولايات المتحدة، بأسلوبه الروائي المميز، من روايته الحائزة على جائزة بوكر عام 1981 بعنوان “أطفال منتصف الليل”، والتي انتقد فيها بشدة رئيس وزراء الهند آنذاك، أنديرا غاندي.

فتوى إيرانية

لكن الرواية التي وضعته في قائمة الدم المهدور بفتاوى إيرانية هي بعنوان “الآيات الشيطانية”، حيث تلقى تهديدات بالقتل بعد نشرها في عام 1988.

وأصدر الزعيم الإيراني الخميني فتوى قتل رشدي في عام 1989، لكن حين توفي الخميني في نفس العام، بقيت الفتوى سارية المفعول،  باعتبار أن المرشد الأعلى الإيراني الحالي  خامنئي، لم يصدر تحديثاً حول الفتوى السابقة، على الرغم من أن إيران في السنوات الأخيرة لم تركز على الكاتب.

وبينما يشير مراقبون إلى أن إيران تتحمل المسؤولية، على الأقل متهمة بالتحريض على القتل، لم تصدر الجمهورية الإسلامية أي تعليق رسمي على الهجوم .

كما أنه لم يثبت حتى اللحظة مدى تأثر “مطر” بالفتوى الإيرانية، وهذا ما تحاول فرق التحقيق التوصل إليه فيما إذا ما كان المنفذ قد تصرف بمفرده أم أنها نتاج الفتوى والتهديدات السابقة.

ولم تقدم السلطات الأميركية أي تفاصيل إضافية بشأن ما توصل إليه التحقيق، ولم تحدد إلى الآن دافعاً للهجوم، كما لم يتم العثور على روابط محددة بينه وبين جهات إيرانية توجه إليها أصابع التحريض.

وكانت التقارير تتحدث عن وصول قيمة المكافأة مقابل رأس “رشدي” إلى ما يزيد عن 3 ملايين دولار.

ودفعت التهديدات بالقتل والمكافأة التي واجهها “رشدي” على كتابه الشهير بعد نشره، إلى الاختباء في إطار برنامج حماية الحكومة البريطانية، والذي تضمن حرسًا مسلحًا على مدار الساعة. بعد تسع سنوات من العزلة، وبعدها استأنف “رشدي” بحذر المزيد من الظهور العلني.

وباعتبار أن “رشدي” (75 عاماً) مواطن مزدوج الجنسية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي يعمل مع السلطات المحلية والدولية في تحقيقه في الهجوم، بما في ذلك “الشركاء الدوليين في المملكة المتحدة لتوفير موارد إضافية”.

إدانات دولية

وقوبل هذا الهجوم بصدمة وغضب دولي، إلى جانب الإشادة والثناء على المؤلف الحائز على جائزة والذي واجه منذ أكثر من 30 عامًا تهديدات بالقتل بسبب كتابه “آيات شيطانية”.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان، إنه والسيدة الأولى جيل بايدن “شعروا بالصدمة والحزن” من الهجوم.

وجاء في البيان أن “سلمان رشدي، بنظرته الثاقبة للإنسانية، وإحساسه الذي لا مثيل له للقصة، ورفضه للترهيب أو إسكاته، يمثل نموذجاً عالمياً (..) حقيقة، شجاعة، تكيف، القدرة على مشاركة الأفكار دون خوف. هذه هي اللبنات الأساسية لأي مجتمع حر ومنفتح”.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أعقاب الحادثة، إن “نضال سلمان رشدي هو نضالنا، وهو نضال عالميّ”.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالهجوم ووصفه بـ”المروع”.

كما أدان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الهجوم، وقال إنه “هجوم جبان واعتداء على حرّية التعبير”.

إعداد وتحرير: هوزان زبير