تكاليف الكهرباء الأهلية وانقطاع الحكومية تزيد معاناة اللاجئين السوريين بأربيل
أربيل- نورث برس
تسبب انقطاع الكهرباء الحكومية بزيادة معاناة اللاجئين السوريين في مخيم “كوره كوسك” بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، فيضطرون للاشتراك في كهرباء المولدات الأهلية ذات التكاليف المرتفعة، حيث يبلغ سعر الآمبير الواحد منه شهرياً أكثر من 10 دولارات.
ويستخدم معظم اللاجئين السوريين في المخيم الواقع شمالي أربيل، كهرباء مولدات الاشتراك خلال فترات انقطاع الحكومية الطويلة، ولا سيما في ساعات النهار الحار.

وتشكل أسعار الأمبيرات الأهلية المرتفعة عبئاً مادياً إضافياً على السوريين الذين هم أصلاً يعانون من أوضاع معيشية سيئة داخل المخيم، وخاصة النساء المعيلات وكبار السن.
ويستخدم المنزل الواحد وسطياً أربعة أمبيرات، ويصعب على العائلات السورية تخفيض عدد الآمبيرات بغرض التوفير، لأنه بذلك لا يعود بإمكانهم تشغيل الأجهزة الكهربائية في المنزل كالثلاجات أو المكيفات الهوائية.
ويقول نيجرفان توفيق حسن، وهو صاحب محل لبيع الخضروات داخل المخيم، إنه أوقف اشتراك الأمبير في البيت والمحل، نظراً لغلاء سعره ما تسبب له بضائقة مالية.
وقبل قطع الاشتراك، كان “حسن” شهرياً يدفع 110 آلاف دينار عراقي (85 دولار) لتشغيل الأمبيرات في البيت والمحل، وهذا مبلغ كبير جداً بالنسبة للاجئين المقيمين في الإقليم، والمعتمدين غالباً على المعونات الأممية والتي باتت على وشك الانقطاع الكامل.
لذا لا حل أمام بائع الخضار للحفاظ على مصدر رزقه سوى إنه يقوم برش المياه لترطيب الجو، وحماية الخضار من التلف.
وتطبّق حكومة إقليم كردستان العراق نظام تقنين الكهرباء، يتخلل ساعاتها المتقطعة تشغيل الموّلدات الأهلية (الأمبير) والتي تعتبر أجورها مرتفعة وتفوق أجور الكهرباء الحكومية بأضعاف.
ونظام التقنين هذا لم يكن ينطبق سابقاً على المخيمات باعتبارها كانت تتلقى دعماً من المنظمات الدولية في القطاعات الخدمية، لكن مع الانقطاع التدريجي للدعم الأممي أصبح حالهم حال اللاجئين المقيمين داخل المدن.
أما أمونة إسماعيل خلف، وهي لاجئة سورية معيلة لنفسها في المخيم، وتتحمل تكاليف الأمبيرات الشهرية لوحدها، تصف واقع الكهرباء بالسيء جداً، فتقول: “يقطعونها ساعات طويلة، ونضطر نحن للاشتراك بكهرباء المولدة لمواجهة حرارة الصيف”.
وتضيف “أمونة”: “لدي محل صغير أعيش منه، ولا أحد يساعدني، أنا مجبرة أن أدفع مهما ارتفعت الأسعار، إذ لا يمكن مقاومة حرارة الصيف بدون أجهزة تبريد أو مروحة على الأقل، خاصة خلال ساعات النهار”.

وفيما يتمكن بعض اللاجئين من تأمين أجور الأمبيرات بصعوبة، ثمة بعضهم الآخر يعجز عن ذلك، منهم الرجل المسن سيامند عثمان.
ويقول الرجل الستيني: “أعيش مع زوجتي، ولا نستطيع العمل، نتلقى مساعدات من سكان المخيم لتأمين تكاليف الأمبيرات، وإن توقفوا عن ذلك، لا يمكننا الدفع”.
وكان عدد من اللاجئين السوريين، نظموا في شهر تموز/يوليو الفائت، احتجاجاً أمام مقر الأمم المتحدة في أربيل، للمطالبة بتحسين أحوالهم، وفي مقدمتها إعادة التوطين ودعم التعليم، وزيادة مستوى خدمات المياه والكهرباء في المخيمات.