حماة-سام الأحمد- NPA
بصعوبة شديدة وإمكانات قليلة، استطاع مربي الخيول محمد فيصل زيدان من إعادة تأهيل مزرعته الخاصة بتربية الخيول الواقعة في بلدة عقارب بريف حماة الشرقي.قبل اندلاع الأزمة السورية كانت هذه المزرعة واحدة من أكبر مزارع الخيل في حماة من حيث العدد و أصالة سلالاتها ،إلا أنها تعرضت للدمار ولسرقة الخيول إبان سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية "(داعش)على مناطق شرقي حماة.
كانت مهمة المحافظة على الخيل و سلالتها الصافية مهمة صعبة واجهت زيدان، الذي شرح لـ"نورث برس" معاناته في الحفاظ على خيوله قائلاً "استطعت إنقاذ خمسة خيول بعد أن هربتها من المزرعة إلى مدينة حماة" ويضيف "أما باقي الخيول سرق البعض منها وبعضها الآخر نُفق جراء المعارك والقصف المتبادل في المنطقة بين القوات الحكومية وتنظيم (داعش)".
و يأمل مربي الخيول محمد زيدان أن يعيد تأسيس مزرعته الخاصة بالخيول و البدء من جديد مع الخيول الخمسة التي تمكن من إنقاذها و يكمل مشوار والده وأجداده الذين عرفوا بهذه المهنة في المنطقة.
محمد زيدان ليس المربي الوحيد في المنطقة بل أن ريف حماة الشرقي يعج بمربي الخيل و المزارع الخاصة بها ،و تمنح الطبيعة الريفية و السهول الواسعة الأجواء لتكون المنطقة رائدة في هذه المهنة على مستوى البلاد.
اضطراب الأوضاع في سوريا أثر على الجانب الاقتصادي لهذه المهنة، ويعتبر غلاء أسعار الأعلاف وفقدان الأدوية الهامة كالفيتامينات و المضادات الحيوية من أبرز الصعوبات التي تعيق عودة مهنة تربية الخيول الى سابق عهدها في حماة.
ويقول المربي حمدان الموسى لـ"نورث برس" إن ارتفاع أسعار الأعلاف وندرة بعض الادوية وعدم توفرها سببت ضرراً كبيراً لمزارع الخيول في ريف حماة.
ويتحدث الموسى عن خيوله ومشاركاته في السباقات خارج البلاد قائلا "كنت امتلك سابقا خيول أصيلة ذات نسب صافي وشاركت في سباقات كثيرة، في دول عربية مثل الأردن والإمارات وحتى في دول غربية في بلغاريا و ألمانيا".
و يضيف الموسى "إن الحرب خلفت دماراً كبيراً، قضت على الكثير من هذه الخيول الأصيلة إما بسبب القصف أو بسبب المرض ؛لذا اضطر الكثير من أصحاب المزارع والمربين الى بيع الخيول الأصيلة خوفا عليها من القصف والمرض وحتى السرقة"
من جهته اوضح الطبيب البيطري ماجد موسى, وهو مهتم بتربية الخيول ومعالجتها, أسباب تراجع أعداد الخيول وتربيتها في المنطقة "اسباب كثيرة ساهمت في تراجع أعداد الخيول العربية الاصيلة وأعدادها في سوريا لعل اهمها عمليات التهريب التي حصلت لخيول أصيلة ونادرة إلى دول الخليج عبر العراق والأردن وحتى إلى دول أوربية عبر تركيا إضافة إلى عدم توفر عيادات بيطرية مختصة".
وسجل الخيل السوري حضوراً كبيرا في مهرجانات وسباقات عالمية و إقليمية كبيرة، ورغم ظروف الحرب و تراجع مهنة تربيتها، يصر أصحابها على إعادة مثل سابق عهدها في ريف حماة الشرقي.