ليلة دامية.. أطفال من نفس العائلات فقدوا حياتهم في ظروف مختلفة

القامشلي – نورث برس

فقد  4أطفال من نفس العائلات حياتهم في ليلة واحدة وبظروف مختلفة، في مدينتي الحسكة والقامشلي، إذ حكم القدر على عوائل هؤلاء أن يتشاركوا نفس الألم.

استهداف سيارة

حوالي الساعة السادسة والنصف، من مساء السادس من آب/ أغسطس الجاري، وقع انفجار في المنطقة الصناعية بمدينة القامشلي.

وفي تلك اللحظات تخلل المشهد سكان يهربون من موقع الانفجار وآخرون تجمعوا ليعرفوا ما حدث، هناك حيث اختلطت الدماء المبعثرة بدموع الرجال والنساء، وامتزجت ذرات الهواء المخنوقة بدخان معجونِ برائحة الموت.

وتوفي على إثر ذلك أحمد علي شيبي (14 عاماً) الذي بترت قدمه وأصيب بشظايا في جسده، قبل وصوله إلى المستشفى، وهناك أكرم شيبي (13 عاماً) الذي أصيب بشظية في رأسه، وهما أبناء عمومة، يعملان معاً في الصناعة. 

وبعد التحقيقات تبين أن سيارة استُهدفت بطائرة تركية مسيرة، وفق بيان قوى الأمن الداخلي “الأسايش”.

وعلى مستشفى في القامشلي، جاءت امرأة ملهوفة تسأل عن طفلها وزوجها الذين كانا بالقرب من الانفجار يعملان في محل لبيع قطع غيارات السيارات ليسترزقا، لتسمع بأذن نبأ وفاة الولد ويمنعها صراخها ودموعها من سماع ما حل بزوجها الآخر.

وأصيب والد أحمد علي شيبي (40 عاماً) والذي نقل مع ابنه إلى المستشفى متأثراً بإصابته بشظايا في أمعائه وتعرض لكسور في يده وساقه الأيسران، ليجري عملية لاستئصال الشظايا على الفور، دون أن يجرؤ أحد على أخباره حتى اللحظة، أن ابنه الذي كان يبيع معه قطع السيارات منذ دقائق غادر العالم.

وذكرت “الأسايش” أنها لم تتمكن من التعرف على هوية جميع الضحايا حتى اللحظة، وما تزال التحقيقات مستمرة للتعرف عليهم، وفق بيان.

احتراق خيام

وعندما كانت أعين أمهات ثكلى في القامشلي تكاد توشك الدموع منها أن تجف، شاء القدر أن تكون هناك أمهات في مخيم بالحسكة على وشك عيش نفس اللحظات لأسباب مختلفة.

ففي الساعة الثانية بعد منتصف الليلة نفسها، اندلعت النيران في إحدى الخيام بمخيم واشوكاني غربي الحسكة، شمال شرقي سوريا، دون سببِ واضح، وانتقلت النَّيران إلى الخيم المُجاورة بسرعة كبيرة.

وفي 2019 أنشئ مخيم واشوكاني بالقرب من بلدة توينة، لنازحي سري كانيه وتل أبيض، ويضم حالياً حوالي 6355 شخصاً، و2371عائلة، حسب إدارته.

وأسفر ذلك عن احتراق طفلين من نفس العائلة حتى شارفا على التفحم، وهما “عدنان محمود حسين(6 أعوام)، عبدالرزاق محمود حسين (5 سنوات) نازحان من قرية أم الخير”، فضلاً عن احتراق 7 خيام.

ورجحت إدارة المخيم أن يكون سبب الحريق ماساً كهربائياً في إحدى الخيام، الأمر الذي أدى لوقوع 5 إصابات بين نازحي مخيم غير معترف به دولياً ويعتبر عشوائياً.

وفي سياق متصل، تظهر مقاطع الفيديو التي تناقلها رواد على مواقع التواصل الاجتماعي كثافة النيران، وقلة عدد من حاولوا آنذاك إطفائها، إذ انتقد مستخدمو شبكات الأنترنت أن المصورين للحادثة كانوا أكثر ممن عملوا على المساعدة.

ورأى آخرون أن قلة الإسعافات الأولية وأدوات مكافحة الحرائق في المخيم تسببت بتفاقم الوضع، إذ كتب محمود العواد العمير، على فيس بوك “مخيم فيه آلاف الخيم لازم يكون في مركز إطفاء يحوي سيارتين على الأقل ومناوبة مستمرة بس في استهتار”.

وتمكنت نورث برس من الحصول على صور ومقاطع تظهر حجم الدمار والخراب الذي خلفه احتراق الخيام.

ومن هدير الطائرات المسيرة وقذائفها الطائشة إلى غضب الطبيعة وسوء تخديم المخيمات في شمال شرقي سوريا، يبقى المدنيون والأطفال هم الضحايا الأوائل لصراع مستمرة منذ 11 عاماَ.

إعداد وتحرير: رهف يوسف