مساعٍ في السويداء لتأسيس مجتمع مدني يحكمه القانون في ظل غياب الحكومة

السويداء – نورث برس

قال الشيخ ليث البلعوس نجل مؤسس حركة رجال الكرامة الشيخ وحيد البلعوس، إنَّ ما حصل في السويداء، جنوبي سوريا، يعد قفزة نوعية وليس إنهاء تاماً للتمدد الشيعي.

وفي تصريحٍ لنورث برس بيّن “البلعوس، أنَّ الجنوب حالياً “متنازع عليه ولكن لم نرَ الاتجاه الواضح لما سيئول إليه ونأمل أن يكون الجنوب حراً مستقلاً متكاتفاً ويداً واحداً”.

ومنذ الثالث والعشرين من تموز/ يوليو الجاري، شهدت محافظة السويداء، توتراً واحتجاجاً للسكان رداً على ممارسات وانتهاكات مجموعات مسلحة تابعة للأمن العسكري بحق المدنيين، تطورت إلى اشتباكات مسلحة أفضت إلى طرد المجموعات من المحافظة من قبل حركة رجال الكرامة الفصيل الأبرز في السويداء.

والأسبوع الماضي، سلمت الفصائل المسلحة التابعة للأفرع الأمنية في القوات الحكومية في السويداء سلاحها لحركة رجال الكرامة بعد مهلة أعطتها الأخيرة لتسليم السلاح.

وقال أحد ذوي ضحايا الأحداث الأخيرة وهو من “آل خداج” من مدينة شهبا رفض  الكشف عن اسمه، “قدمت مدينة شهبا أربع شهداء العام الفائت لتنظيف المدينة من العصابات”.

وأضاف: “هذه المرة قدمت أربعة آخرين قرباناً لأمن وسلامة أهلنا وأولادنا من عصابات قتلت وخطفت وروجت للمخدرات ولا يوجد تهاون أبداً مع من ينتهج هذا النهج ونحمل المسؤولية للأجهزة الأمنية التي رعت هذه العصابات”.

فيما قال الجناح الإعلامي لحركة رجال الكرامة لنورث برس، “مستمرون باجتثاث عصابات القتل والخطف وتصنيع المخدرات”.

وأشار إلى أن “الحركة عثرت على آلات عجن للحبوب المخدرة وكبسها وتصنيعها وآلات سحب الهواء من أكياس الحب المخدر وتعليبها وضغطها في مقرات الجماعات المسلحة التابعة للأمن العسكري”.

وأضاف، أن المواد التي تم العثور عليها “تطابق المواد التي كانت تضبطها الجمارك الأردنية مع مهربين للمواد المخدرة وتعلن عنها على القنوات الرسمية”.

وفي تصريحٍ لنورث برس، قال سليمان الكفيري، عضو في المبادرة الوطنية بجبل العرب وعضو مجلس إدارة في المنظمة العربية لحقوق الانسان، إنَّ ما يجري في السويداء “ليس بجديد وغريب، وله مقدمات”.

وأضاف: “الصراع في السويداء قائم بين الجهات الخيرة التي تحرص على كرامة المواطنين وعلى السلم الأهلي وبين الجهات الفاسدة والمفسدة التي تعبث بالمحافظة ومقدراتها والتي تقوم بالاعتداء على كرامات الناس”.

وأشار إلى أنَّ القضاء على “عصابة راجي فلحوط” هو بحد ذاته “يعتبر انتصاراً” لسبب واحد هو “وجود قوة محلية غير مسيسة تهدف للسلم الأهلي والحفاظ عليه والمجتمع الأهلي في السويداء تحاول أن تثبت قيمه الأخلاقية والوطنية ويسعى لتأسيس مجتمع مدني يحكمه القانون والعدالة ولكن غياب القانون ومؤسسات الدولة أدى إلى حدوث ذلك”.

ومنذ الأسبوع الماضي، “لم تسجل السويداء أي حالات قتل أو خطف أو سرقة أو مظاهر إرهاب مسلح أو فلتان أمني مما يوحي بمسؤولية تلك العصابات عنها”، بحسب ناشطين.

إعداد: رزان زين الدين/ عمر زين ـ  تحرير: سلمان الحربيّ