محللون سياسيون: اجتماع بوتين وأردوغان قمة التقاء المصالح وتقاطعها الحتمي

حلب – نورث برس

على وقع التهديدات التركية بشن عملية عسكرية على شمالي سوريا، والتصعيد الذي تشهده المنطقة من قصف تركي شبه متواصل إضافة للطائرات المسيرة، والأرتال العسكرية لكل من تركيا وفصائلها والجيش السوري، عقدت قمة سوتشي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.

والجمعة الماضي، شدد بوتين وأردوغان، عقب اجتماع مطول في سوتشي، على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وجددا التزامهما بالعمل والتنسيق المشترك لمحاربة “الإرهاب”.

ووصف محلل سياسي، يقيم في حلب، فضل عدم ذكر اسمه، قمة “سوتشي” بأنها “قمة التقاء المصالح وتقاطعها الحتمي”.

وأشار المحلل في حديث لنورث برس، إلى أن القمة جرت بظروف استثنائية للبلدين خاصة مع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا واقتراب الانتخابات، وفي ظل الحرب المتواصلة التي يخوضها الروس في أوكرانيا وحالة العداء غير المسبوقة مع الغرب.

وجاء هذا الاجتماع مباشرة بعد قمة طهران الثلاثية، التي جرت قبل ثلاثة أسابيع، “وهي محاولة تركية لحصد الثمار، كما يُقال، وأهم هذه الثمار الحصول على ضوء أخضر لبدء عمل عسكري في شمالي وشمال شرقي سوريا”، بحسب المحلل السياسي.

وفي وقت سابق لاجتماع سوتشي، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريحات للصحفيين بشأن سوريا، إن “بلاده تأخذ المخاوف الأمنية لتركيا بعين الاعتبار”.

وأضاف بيسكوف: “من المهم جداً تجنب الأعمال التي يمكن أن تهدد سلامة أراضي سوريا ووحدتها السياسية”.

ويرى السياسي، بأنَّهُ على الرغم من الموقف الروسي “المرن” مع تركيا في ملفات خط الغاز وتصدير الحبوب والوساطة مع أوكرانيا يقابله “تصلب شديد” في الملف السوري.

وأشار إلى أن “موسكو التي تنال نصيب الأسد في الملف السوري في ظل تواجد تركي إيراني وحتى أميركي، لن تسمح بالمزيد من التمدد التركي خاصة في مناطق تل رفعت ومنبج وهذا الموقف في مناطق غرب الفرات تتشاركه مع طهران”.

وأعرب السياسي السوري، عن اعتقاده في أن أردوغان “لم يحقق مبتغاه في قمة سوتشي، وبوتين لم ينسَ دور البيرقدار التركية في قتل الجنود الروس في أأوكرانيا، كما لن يتجاهل عضوية تركيا الفاعلة في حلف الناتو”.

ولفت المحلل السياسي، النظر لوجود “أزمة ثقة بين بوتين وأردوغان”. وأضاف: “أغلب الظن أنَّ الروس سيدفعون بحكومة أنقرة لحل مشاكلها مع حكومة دمشق أي أنَّ العمل العسكري التركي لازال قيد الانتظار”.

وأمس السبت، أشار الرئيس التركي، للصحفيين، خلال رحلة عودته من سوتشي، إلى أن “روسيا مهتمة للمخاوف الأمنية التركية، لكنها تفضل أن تكون علاقتها (تركيا) مباشرة مع الحكومة السورية”.

وأشار أردوغان إلى أن هناك تعاوناً على الصعيدي الأمني بين الاستخبارات التركية والمخابرات السورية في إطار ما أسماه “محاربة الإرهاب”، مضيفاً “لكن الأهم هي النتائج”.

ونهاية الشهر الماضي، قال وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، في تصريح متلفز، إن “بلاده ستقدم كل أنواع الدعم السياسي لعمل النظام السوري في ما يتعلق بإخراج الإرهابيين”.

“قمة مثقلة بالملفات”

وقال بشار الحاج علي، العضو عن المعارضة السورية في الهيئة الموسعة باللجنة الدستورية، إنَّ قمة سوتشي كانت “مثقلة بالملفات الشديدة ومعقدة ومتداخلة وفي مواقع وصلت للتناقضات”.

ووصف “الحاج علي” قمة سوتشي، بأنها “قمة تسيير أعمال وتفاهمات في ظل الظروف الدولية المتصاعدة التي لا تساعد على إنجاز اتفاقات أو توافقات قابلة للاستمرار، وخاصة فيما يتعلق بالملف السوري الذي يدعم كلتا الدولتين طرفي الصراع فيها ولكل منهما مصالح”.

وأشار إلى أن ما صدر من تصريحات مشتركة أو منفردة عن طرفي القمة، “يؤكد على ضرورة الحفاظ على التوازن”.

في حين رأى حسن الحريري، وهو عضو اللجنة الدستورية السورية المُصغّرة عن وفد المعارضة، أنَّ “الاجتماع لم يخرج  عن سابقه من اجتماعات فيما يخص البحث عن حل سياسي للنزاع  السوري مع الحفاظ على وحدة سوريا”.

كما أن الاجتماع “أخذ بعين  الاعتبار المخاوف الأمنية التركية من قبل الروس ولم يقدم أي جديد”، وأضاف: “ستستمر تلك الاجتماعات حتى يتم الاتفاق على حل سياسي في سوريا”.

إعداد: جورج سعادة/ إحسان محمد  – تحرير: سلمان الحربيّ