نازحون من سري كانيه تفصلهم 20 كم عن قراهم يرفضون العودة

الحسكة – نورث برس

بعد شهرين، سيكمل سالم العبد (41 عاماً)، عامه الثالث في مخيم واشوكاني، غربي الحسكة، متخوفاً من استمرارية هذا الحال لسنوات أخرى، في ظل ما تشهده مناطق شمال شرقي سوريا من تصعيد عسكري تركي وتهديدات أنقرة بشن عملية جديدة تقضم من خلالها أجزاء أخرى من سوريا.

ويبدو صعباً على “العبد” الذي ينحدر من قرية الدويرة بريف سري كانيه (رأس العين) وهو يقول: “كل يوم عم نفقد أمل بالعودة، لم يبق عندنا أمل واحد بالمئة أنو نرجع بسبب ما يحدث في المنطقة”.

وعلى وقع التصعيد العسكري التركي على أرياف بلدة تل تمر وزركان (أبو راسين) شمالي الحسكة وريف منبج وقرى وبلدات تأوي نازحي عفرين بريف حلب الشمالي، والتهديدات المستمرة بتنفيذ عملية عسكرية في مناطق بالشمال السوري، يفقد نازحون من سري كانيه أمل العودة إلى منازلهم.

ويقول هؤلاء إنهم دائماً ما كانوا يتحملون قسوة النزوح والعيش في الخيم على أمل العودة، ولكن التطورات العسكرية الأخيرة في المنطقة واحتمالية تنفيذ تركيا ما تتوعد بهم، يسلب منهم ذلك الأمل.

ويجد “العبد” الذي تتألف عائلته من سبعة أفراد، نفسه مجبراً على تحمل وضعه الحالي والذي يصفه بـ”المأساوي”، وسط رفضه الكلي العودة لمسقط رأسه في ظل سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها عليه.

يحن الرجل بينما يجلس أمام باب خيمته ويحضن طفله الرضيع لحياته في القرية وأراضيه وممتلكاته، “كنا نعيش بأمان واستقرار في منزلي، الآن باتت خيمة من نايلون منزلاً لنا”.

في ذات المخيم، يقول عبدالحميد العلي (43 عاماً)، إنه يتخوف أن ينتهي حالهم كما حال النازحين من فلسطين الذين مرت عقود على نزوحهم دون رجعة إلى منازلهم.

ويضيف النازح من سري كانيه أن أمله بالعودة يتضاءل مع تجديد تركيا تهديداتها على الشمال السوري، كما أنه يرفض العودة حالياً بينما لا تزال القوات التركية والفصائل متواجدة في سري كانيه.

ويزيد على ذلك، “منازلنا لا تبعد مسافة أكثر من 20 كيلومتر عن المخيم، ولكننا لا نستطيع العيش مع الموجودين في مناطقنا”.

وأثناء العملية العسكرية التركية على سري كانيه عام 2019، وجد “العلي” نفسه أمام خيارين أحلاهما مر، وهو أن يبقى في سري كانيه ويتعرض للقصف وربما يفقد أحد أفراد عائلته أو يترك منزله وتعب عمره في أراضيه ويستقر في خيمة.

كان خياراً صعباً، عندما قرر الرجل ترك كل شيء خلفه لإنقاذ أطفاله من الحرب والخروج من سري كانيه، فاصطدم بواقع مرير، حيث استقر مع أفراد عائلته التسعة، في خيمة لا تساعده ولو بجزء بسيط على تحمل ظروف النزوح القاسية، “لا صيفنا صيف ولا شتاءنا شتاء، وضعنا مأساوي”.

ويتابع علي حمدو طلفاح (42 عاماً)، نازح من قرية ربيعات بريف سري كانيه، بقلق الأنباء التي تتحدث عن احتمالية شن تركيا عمليتها العسكرية بأي لحظة، “نخشى أن لا نعود أبداً في حال هاجمت تركيا المنطقة”.

ويضيف، وهو رب أسرة تتألف من تسعة أشخاص، “تسببوا بتشريدنا ودمارنا والآن يحاولون احتلال منطقة أخرى”.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: سوزدار محمد