الدودة الشوكية والتكاليف الباهظة تهدد زراعة محصول القطن في الرقة

الرقة-أحمد الحسن-NPA
سببت الدودة الشوكية تراجعاً في زراعة القطن خلال السنوات الماضية في ريف الرقة شمال شرقي سوريا، مخلفة قلة في الإنتاج وزيادة في مصاريف المعالجة والوقاية خلال فترة زراعته.
ويشكو المزارعون في منطقة بئر الهشم وحوض البليخ في ريف الرقة الشمالي، من زيادة انتشار الدودة الشوكية في السنوات الأخيرة.
ويقول الفلاح جمعة المحمد لـ"نورث برس" إن "الدودة فتكت بمحصولنا العام الماضي وهي تنتشر خلال هذا العام بنسبة أكبر من السنوات السابقة".
وبين المحمد أن عملية الوقاية ترتب عليهم تكاليف كبيرة قائلاً  "يحتاج الدونم الواحد لرشه بالمبيدات إلى أكثر من ثلاثة آلاف ليرة" مضيفاً "يجب رش الحقل كل عشرة أيام ليتم القضاء على الدودة".
ولا تقتصر الكلفة الباهظة لزراعة القطن على المبيدات الزراعية فحسب  بل تتعداها لتصل إلى تكاليف أخرى كالبذار والأسمدة وتهيئة الأرض وحراثتها وجني المحصول وتسويقه.
بدوره يقول المزارع رضوان اللهيبي أن "زراعة الدونم الواحد من القطن يحتاج إلى أكثر من /30/ ألف ليرة تتوزع بين الأيدي العاملة والبذور والأسمدة" مشيراً إلى أنهم عانوا من خسائر فادحة بسبب فتك الدودة الشوكية بمحصولهم.وشهدت السنوات الأخيرة تراجعا كبيرا في مساحات محصول القطن قياسا بفترة ما قبل الأزمة السورية، وعن ذلك يقول المهندس الزراعي عبد الرحمن المصطفى "إن مديرية الزراعة التابعة للحكومة السورية كانت تحدد نسبة /35/ بالمئة من الأراضي المروية لزراعة القطن، إلا أن هذه النسبة تراجعت خلال الأزمة السورية إلى أقل من /10/ بالمئة "
ويعتبر القطن من أهم المحاصيل التي تزرع في ريف الرقة نظراً لتوافر مقومات زراعته كالبيئة المناسبة ومياه الري وخبرة المزارعين، إلا أن غلاء الأسمدة وانتشار الآفات الزراعية وقلة الأيدي العاملة، وغياب جهة رسمية لاستلام المحصول أدت إلى فتح باب الابتزاز أمام التجار، كما جعلت من محصول القطن آخر خيارات الزراعة عند الفلاح.